قرارات هامة لإدارة بايدن تطيـ.ـح بمخططات ترامب في الشمال السوري
قرارات هامة لإدارة بايدن تطيـ.ـح بمخططات ترامب في الشمال السوري
أوضحت إدارة الرئيس الأميركي “جو بايدن” موقفها من عمل شركة النفط الأمريكية على الأراضي السورية، الذي سمح به الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” أثناء حكمه.
وعندما كانت تسيـ.طر القـ.وات الأمريكية على مناطق في الشمالي السوري صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يتوقع أن تجني بلاده ملايين الدولارات شهريا من عائدات النفط في سوريا طالما بقيت القـ.وات الأمريكية هناك.
في حين أعلنت إدارت بايدن أنها أنهت عمل الشركة على الأراضي السورية، ولن تجدد الإعفاء الذي منحه إياها ترامب.
وذكرت مصادر إعلامية، الجمعة، أن قواعد وزارة الخزانة الأميركية تحظـ.ر على معظم الشركات الأميركية ممارسة الأعمال التجارية في سوريا.
ولفتت المصادر إلى أن الإعفاء لصالح شركة “دلتا كريسنت إنيرجي” صدر في أبريل 2020، بعد أشهر من إعلان ترامب رغبته في إبقاء بعض القوات الأميركية في المنطقة الغنية بالنفط للحفاظ على السيـ.طرة على أرباح النفط.
من جانبها، نقلت وكالة” أسوشيتد برس”، عن مسؤول أمريكي، قوله: “لم تعد رسالة ترامب “الحفاظ على إنتاج النفط” هي السياسة الخارجية للولايات المتحدة في ظل إدارة بايدن، واعتبر استخدام الجيش الأميركي لتسهيل إنتاج النفط السوري غير مناسب.
ما مقدار النفط الذي تنتجه سوريا؟
كان قطاع النفط والغاز يعتبر أحد الروافد الرئيسية لإيرادات النظام السوري رغم قلة احتياطياتها في هذا القطاع مقارنة بدول أخرى في الشرق الأوسط.
وبحسب التقديرات، فإن سوريا أنتجت في عام 2018 نحو 2.5 مليار برميل من احيتاطيها النفطي، مقارنة بـ 297 مليار برميل أنتجته السعودية، و155 مليار برميل في إيران، و147 مليار برميل في العراق
لكن إنتاج سوريا النفطي تعرض للانهيار منذ بداية الثـ,ورة عام 2011.
وفي عام 2008 كانت سوريا تنتج 406 آلاف برميل يوميا، بحسب الاستعراض الإحصائي للطاقة العالمية سنة 2019 الذي أعدّته شركة بريتيش بتروليوم.
وفي عام 2011 تراجع إنتاج سوريا النفطي إلى 353 ألف برميل يوميا، واستمر مسلسل التراجع ليصل إلى 24 ألف برميل يوميا بحلول عام 2018 – بنسبة تخطت 90 في المئة من الإنتاج.
الأطماع الخارجية في النفط
وعندما كانت تسيـ.طر القـ.وات الأمريكية على مناطق في الشمالي السوري صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يتوقع أن تجني بلاده ملايين الدولارات شهريا من عائدات النفط في سوريا طالما بقيت القـ.وات الأمريكية هناك.
وبعد خروج الأمريكيون من المنطقة بدأت روسيا تستثمر عددا من حقول النفط ومصانع الفوسفات في وسط وشرق سوريا ووقعت عشرات الاتفاقيات الاقتصادية التي يعتقد محللون أنها ستعزز هيمنة موسكو على الاقتصاد السوري.
أطمـ.اعَ روسيا في السيطرة على منطقة شرق الفرات الغنية بالنفط والثروات الاقتصادية، والمُشرفة على طريق التجارة مع العراق، والقريبة من حقول نفط شمال العراق، حيث تطمح روسيا إلى مدّ أنابيب لنقل نفط شمال العراق إلى الموانئ السورية بدلاً من تصديره عن طريق تركيا أو إيران.
وانتشرت القـ.وات الروسية في عدد من النقاط بعد الانسحاب الأمريكي من شريط حدودي، واستغلت روسيا الصفقة التي عقدتها مع تركيا، بعد الهجوم التركي على مناطق شرق الفرات “عملية نبع السلام”، فتم الاتفاق على دخول قوات سورية وروسية إلى شرق الفرات وذلك للمرة الأولى منذ عام 2012.
وتهدف روسيا من تمددها في شرق الفرات إلى تحقيق ثلاثة أهداف، هي: ضمان السيـ.طرة العسـ.كرية على تلك المناطق في سوريا؛ والوصول إلى طريق التجارة مع العراق “إم 4″؛ وخلق توازن مقابل الوجود العسـ.كري الأمريكي في الخليج والعراق.
وتتركز حقول النفط في محافظة دير الزور، شرقي سوريا، بالقرب من الحدود العراقية، وفي محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد.
أنهار من النفط تفيض في البلاد
تعـ.اني الكثير من مناطق الذهب الأسود أو الثروات الباطنية في الشمال السوري من الإهمال وسوء استخدام وتصريف نفايات الثروات الباطنية، فضلا عن تسربها، مما يهـ.دد بكـ.ارثة إنسانية حقيقة في سورية.
فزيادة معدلات التلـ.وث، في تلك المناطق بات ملحوظاً، وخاصة مع استخدام الأدوات البدائية في استخراج النفط، وتكريره، لكن الأخـ.طر من ذلك هو تسرب النفط إلى الأنهار، ورمي نفاياته فيها، وهي التي تستخدم لري المزروعات، وغيرها.
واعتاد سكان المناطق القريبة من آبار النفط مشاهد النفط الخام المتسرب إلى الأراضي الزراعي أو إلى المجاري المائية محولا إياها إلى بؤر للحشرات والأمراض.
يضاف إلى ذلك أن التلوث يمتد إلى المياه الجوفية وهو ما يفاقم أزمـ.ة المياه النظيفة الصالحة للشرب في مناطق تعاني أصلا من عدم كفاية المياه.
ففي قرية طاش قرب الحدود العراقية السورية التقطت كاميرا RT صورا لتلوث نهر الرميلة في جنوب منطقة الرميلان الغنية بالنفط في شمال وشرق سوريا.
وفي تلك المنطقة التي تضم عددا من آبار النفط والغاز، ترمي شركات النفط المحلية نفاياتها في النهر بشكل مباشر، وهو ما يؤدي إلى تلوث المياه الذي يترك آثاره على الناس والمزروعات.
ومنذ سنوات صار استخراج النفط وتكريره بطرق بدائية ظاهرة في تلك المناطق التي تخـ.ضع لسيـ.طرة قسـ.د أو ما يطلق عليها اسم “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”، مع ما يلازم ذلك من تسربات نفطية ناجمة إما عن رمي النفايات النفطية في الماء دون إنشاء مطامر خاصة لذلك، أو عبر التسرب من الأنابيب المتهالكة.
وقد صار مألوفا لدى سكان المناطق القريبة من آبار النفط مشاهد النفط الخام المتسرب الذي يهدد المراعي والأراضي الزراعية ويحول المجاري المائية إلى بـ.ؤر للحشرات والأمراض، وتكوّن بقع مائية يزيد من خطـ.ورة تلوثها أن مياهها راكدة.
يضاف إلى ذلك أن التلوث يمتد إلى المياه الجوفية وهو ما يفاقم أزمـ.ة المياه النظيفة الصالحة للشرب في مناطق تعاني أصلا من عدم كفاية المياه.
المصدر شبكة آرام ونيوز 24