فوائد نبات أو زهرة البابونج (Chamomile)، والطريقة الصحيحة لاستعماله وتحضيره، ومحاذير الإفراط في استخدامه اليكم التفاصيل

يستعرض هذا المقال فوائد نبات أو زهرة البابونج (Chamomile)، والطريقة الصحيحة لاستعماله وتحضيره، ومحاذير الإفراط في استخدامه.
أستخدم شاي البابونج لقدرته على تهدئة طيف واسع من الآلام التي أشعر بها من حين لآخر، كما يساعد تناول كأس من البابونج على الحصول على نوم هادئ وعميق، لقد استحق البابونج وصفه بالنبتة السحرية، إلا فوائده الممتده مرتبطة بطريقة إعداده والغرض من استخدامه بطريقة صحيحة، وهذا ما سنحاول التعرف عليه في هذا المقال.
في الزمن القديم، استعملت زهرة البابونج لصناعة أكاليل الآلهة الفرعونية، حيث لاقت هذه الزهرة استحسان الآلهة (وفقا لاعتقاداتهم)، ولهذه الزهرة التي سماها الآشوريون “بهبة الأرض” فوائد عديدة تمتد من علاج التشنجات العضلية، إلى تخفيف القلق والتوتر والمساعدة على النوم في حالات الأرق الشديد.
كما تساعد على ارتخاء الأوعية الدموية، إلا أن الإكثار من استخدامها – شأنها شأن الأعشاب الأخرى – قد يحمل بعضا من المحاذير، سنتعرف من خلال هذا المقال على أهم فوائد البابونج واستعمالاته، وعلى أضرار الإكثار منه وآثاره الجانبية.
فوائد البابونج للصحة
اعتدنا أن نسأل عن العشبة المستخدمة لتخفيف هذا الألم، أو علاج ذاك المرض، ما قد يخلق فرصة لاستخدامات خاطئة لبعض الأعشاب ومنها البابونج، لذا فقد حرصنا على سرد أهم فوائد البابونج من خلال استعراض مجموعة من الدراسات الحديثة والموثقة حول فوائد واستخدامات البابونج، وقد كانت النتائج كالتالي:
1- البابونج لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي
يستخدم البابونج بشكل كبير لعلاج الاضطرابات المتكررة للجهاز الهضمي كالإسهال وعسر الهضم والتشنجات المعدية واضطرابات القولون وغيرها، وذلك حسب ما ذكر المركز الطبي التابع لجامعة ميرلاند (University of Maryland)، وتأتي الخصائص العلاجية للبابونج من الأزهار التي تحتوي على الزيوت الطيارة فهو مضاد التهابات ومضاد تشنج أيضا كما أثبتت إحدى الدراسات الحديثة للمركز نجاعة البابونج في علاج التهابات الأمعاء لدى الأطفال.
2- فوائد البابونج لعلاج اضطرابات النوم والقلق
كما أظهرت دراسات أجريت في المركز السابق على البابونج ، نجاعته في تخفيف أعراض اضطرابات القلق العامة عند البشر، وهو ما يطلق عليه (GAD) (Generalized Anxiety Disorder)، كما توصلت دراسة أجريت عام 2009 إلى أن كمية قليلة من البابونج تزيل آثار القلق وتساعد على النوم والتخلص من الأرق.
3- فوائد البابونج للبشرة
بالنسبة لمشاكل الجلد فهنالك دراستان تم إجراؤهما في الولايت المتحدة الأمريكية، ونشرت النتائج على موقع المكتبة الوطنية الأمريكية للطب (PMC)، توصل الباحثون فيهما إلى إمكانية استخدام البابونج لعلاج مشاكل البشرة، ولاسيما أعراض مرض الأكزيما، ولتخفيف تهيج البشرة الحساسة،، وذلك من خلال مراهم وكريمات مصنوعة من العشبة بشكل خاص.
4- البابونج مفيد في علاج نزلات البرد وآلام تقلصات الحيض
يستخدم البابنوج لعلاج نزلات البرد أو الآلام الناتجة عن تقلصات الحيض، حيث تأكدت هذه المعلومات تبعا لدراسة نشرت في مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية (Journal of Agricultural and Food Chemistry) وقد أجرى الدراسة الدكتور إيلين هولمز (Elaine Holmes) من قسم الكيمياء التابع للكلية الملكية في لندن (Imperial College of London) وطبقت الدراسة باستعمال شاي البابونج الألماني لمدة أسبوعين على 14 متطوعا، حيث أفادت نتائج الدراسة بزيادة نسبة مركبي الهيبورات والجلاسين (Hippurate and Glycine) في أجسام المتطوعين وقد فسر الباحثون هذا باعتبار الهيوبورات هو أحد نواتج تحلل مركب الفلافونيد في شاي البابونج، وبلغة أبسط ارتباطه بالنشاط المضاد للبكتريا ما فسر نجاعة البابونج في تخفيف ألم التقلصات المختلفة.
5- فوائد البابونج يعالج التقرحات الفموية
تبعا للمركز الصحي التابع لوزارة الصحة الأمريكية (NCCIH)، فقد أثبتت التجارب الحديثة فعالية البابونج في علاج القروح الفموية الناتجة عن العلاج الكيميائي أو الإشعاعي للأشخاص المصابين بالسرطان.
6- فوائد البابونج الأخرى
للبابونج تأثير مهم على ارتخاء الأوعية الدموية والشرايين وذلك تبعا لدراسة أعدت عام 2013 وفيها اختبرت تأثيرات البابونج على الحيوانات، كما أظهرت دراسات أخرى قدرة البابونج على تعزيز التئام الجروح، كما أظهر تأثيرا محدودا على بعض أنواع الجراثيم.
بقي أن نذكر، أنه وبرغم الفوائد المتعددة للبابونج، إلا أن استخدامه وأي عشبة أو مادة غذائية أخرى لن يغنيكم عن زيارة الطبيب، فهو الأقدر على تشخيص الحالة ووصف العلاج المناسب.
البابونج كعشبة عطرية (عطور تصنع من البابونج)
نبتة البابونج (Chamomile) تحتوي على 1.9% من الزيوت الطيارة التي تختلط عند تعرضها للبخار وتميل إلى اللون الأزرق لتتحول لاحقا إلى اللون الأخضر الغامق، أما في البابونج المجفف فيصبح لونها أصفرا داكنا، كما تضم العشبة مركبات الفلافونيد (Flavonoids) وأهما الأبيغنن (Apigenin) وهي مضادات أكسدة ومضادة للالتهابات، حيث وجد العلماء مؤخراً أنها تمنح اللون المميز لكل مادة سواء كانت عشبة أم خضراوات أو فاكهة.
وللبابونج مكانة خاصة في صناعة العطور حيث توفر زيوته وعبق رائحته مزيجاً متميزاً، و ويستخدم نوعين من البابونج في صناعة بعض العطور، فزيت البابونج الألماني يضيف قاعدة دافئة ودائمة للعطر، فيما يستخدم البابونج الروماني في صناعة بعض العطور الأهدأ، إلا أن البابونج الألماني هو الأكثر استخداماً لرائحته المركزة، سنذكر هنا بعضا من أشهر أنواع العطور التي يدخل البابونج في صناعتها:
- إستي لودر الشبابي (Estee Lauder).
- لانكوم بلافري (Balafre Lancome).
- غوتشي (Gucci).
- فهرنهايت ديور الشهيرة للرجال (Fahrenheit Parfum Dior) العطر الذي لا يزال يأسر انتباهنا وينشر رائحة تبقى في المكان لساعات طويلة.
استخدامات أخرى للبابونج
فوائد البابونج تبدأ بكأس منه، حيث يُستهلك يومياً الملايين من كؤوس شاي البابونج حول العالم، لكن البابونج ليس المشروب المفضل لدى الكل، حيث لا يفضله كل الأطفال مثلا، لذا يمكننا مزجه مع مشروبات أو مواد غذائية أخرى مع الاحتفاظ بفوائده العديدة أو استخدامه بطرق أخرى غير غذائية مثل:
- إضافة البابونج كنوع من البهارات للطعام وذلك بعد طحنه طبعاً، مع الحرص على إضافة ملعقة صغيرة فقط لأن زيادته تعطي طعماً مراً، كما أن القليل منه تمنح الحلويات طعما مميزاً.
- يمكن استخدامه مع الكرفس، حيث يعتمد عليه الكثير من طهاة أتلانتا الذين حرصوا على إضافته كنوع من التميز، عبر إضافة النكهة العشبية منه والتي أعطت الأسماك النيئة طعماً خاصاً.
- وإذا كنت من محبي الكوكتيلات والعصائر وتحرص على الحصول على الطعم المميز، فإضافة القليل من أزهار البابونج إليها سوف تحدث فرقا.
- سحر هذه العشبة لا يتوقف هنا فالحمام الساخن من أزهار البابونج يساعد على الاسترخاء والهدوء والتخفيف من الآلام والأوجاع التي ترافق فترة الحيض، فضلاً عن الرائحة الزكية التي سترافقك طيلة اليوم، وبإمكانك نثر أزهار البابونج في أرجاء المنزل حيث يُعتقد كما أسلفنا أنه يجلب الحظ الجيد والحب والمال ويبعد الطاقة السلبية.
فوائد البابونج للبشرة والشعر
كلنا نرغب بالحصول على بشرة صافية وناعمة، وأبخرة البابونج هي السبيل لذلك، حيث يدخل البابونج في تركيب عدد كبير من الكريمات ومستحضرات التجميل والشامبوهات وزيوت الحمام، فبعد أن تقومي بغلي أزهاره لخمس دقائق وتصفيتها، قومي بتعريض البشرة بشكل مباشر لمدة عشر دقائق متواصلة للبابونج، ثم اغسلي وجهك بماء فاتر يليه ماء بارد لإغلاق المسام، ولا تتعرضي بعدها لتيار هواء قبل ساعة من هذه العملية، إضافة لشامبو البابونج الذي يعطي للشعر لمعانا ولونا بارزا أكثر عن طريق غسل الشعر به لعدة مرات.
طريقة تحضير شاي البابونج
تناول شاي البابونج لمرة واحدة يوميا سيمنحك هدوئاً وتركيزاً عالياً، كما سيمكنّك من النوم بعمق ولاسيما إن أضفت إليه ملعقة من العسل أو اللبن أو السكر البني، وذلك للأشخاص الذين لايفضلون استخدام السكر الأبيض لتحلية مشروباتهم، كما يمكنك تناوله من أعشاب أخرى كالميرمية.
ومن أجل الحصول على أكبر قدر من الفائدة، سنتعرف على الطريقة الأفضل لصنع شاي البابونج، والتي تبدأ بإضافة ملعقة من أزهار البابونج لكوب من الماء المغلي، ليترك لمدة تتراوح بين عشرة إلى عشرين دقيقة، قبل تناوله أو استخدامه لتطهير أي منطقة في الجسم، كما يجب الانتباه إلى عدم غلي البابونج مع الماء وذلك كي لا نخسر الزيوت الطيارة الأكثر فائدة.
أنواع البابونج المنتشرة حول العالم
نوعان من البابونج يستحوذان على الحصة الأكبر عالميا، وهما النوعين الروماني والإيطالي بوجود البريطاني واليوناني الأقل انتشارا، وفيما يلي خصائص كل من هذه الأنواع:
- البابونج الروماني أو الإنكليزي: يتميز بطعمه شديد المرارة ولاسيما لصنع الشاي وهذا النوع من أكثر الأنواع المعمرة فهو يعيش لأكثر من سنتين.
- البابونج الألماني ذو الأزهار الكبيرة: وهو النوع الأكثر حلاوة، تعيش النبتة حوالي سنة ويصل ارتفاعها لثلاثة أقدام، ولديه استخدامات متعددة تبدأ من تهدئة الأشخاص الذين يصابون بنوبات عصبية وتمتد لعلاج آلام المعدة وإزالة تشنجات العضلات، وذلك تبعا لما ذُكر في كتاب الأعشاب الطبية (Herbal Prescriptions for Health and Healing).
أضرار البابونج وآثاره الجانبية
مع أن التداوي بالأعشاب واسع الانتشار، إلا أن الحذر واجب دائما، كما أن لكل عشبة بعض المضار إذا ما أسيئ استخدامها أو استخدمت بكثرة، سنعرض هنا بعض المضار المثبتة لاستخدام البابونج بكثرة والنصائح الواجبة لتجنبها:
- إن كنت ممن يعانون الحساسية تجاه أعشاب أو نباتات معينة كالأقحوان والورود، استشر طبيبك قبل تناول البابونج، وذلك تجنبا لإصابتك بفرط الحساسية الذي يمكن أن يؤدي إلى طفح جلدي وصعوبة في التنفس وتورم في الحلق وأعراض أخرى.
- النصيحة الأهم هي عدم الخلط بين أشكال البابونج المختلفة كالأزهار المجففة أو الكبسولات و الشاي في وقت واحد، وذلك لأنها قد تسبب أضرار الجرعة الزائدة (Over Dose).
- تحذر بعض الدراسات من استخدام البابونج بكثيرة من قبل الأشخاص الذين يأخذون أدوية منع تخثر الدم من أجل الجلطات الدموية كالوارفين أو الكومادين (warfarin) (Coumadin) حيث قد يحدث استخدام البابونج بعض الاضطرابات التي تحتاج إلى عناية طبية.
- ولأن البابونج يؤدي إلى حالة من الاسترخاء والنعاس فينصح الأطباء بعدم تناوله أثناء القيادة لأن هذا قد يؤدي إلى حوادث مرورية خطيرة.
- كما يجب حفظ البابونج ولاسيما المجفف منه في مكان بعيد عن الحرارة والرطوبة، والابتعاد عن الحافظات المعدنية كالحديد لحفظ البابونج، لأنها يمكن أن تتفاعل معه لتشكل مادة سامة.
استخدامات البابونج منذ العصور القديمة
لا يعرف تاريخ دقيق للبدء بزراعة واستخدام البابونج، ومع ذلك فهي من أقدم الأعشاب التي استخدمها الإنسان منذ ما يزيد على 5000 عام، وتاريخ عائلة هذه النبتة شاهد على ذلك، حيث لم يبقى من عائلة البابونج سوى حفيدين اثنين هما: البابونج الألماني والبابونج الروماني، ولكن العائلة الكبيرة للبابونج والمسماة الستراسيا (Asteraceae) – وهي كلمة لاتينية تشير إلى فصيلة النجميات أي مجموعة النباتات المزهرة – والتي تضم حوالي 23 ألف نوع من النباتات لن تجعلنا نعتقد أنه مقطوع من شجرة!.
بابونج، تفاحة الأرض، هو اللقب الذي أطلقه الإغريق على البابونج قديما، حيث كان الطبيب اليوناني ديسقوريدس (Dioscorides) وهو مؤلف كتاب التداوي بالأعشاب الطبية (De Materia Medica) يصف البابونج للأمراض المعوية وأمراض الكبد إضافة للسعات الحشرات، وذلك أثناء خدمته في الجيش الروماني،كما أطلق عليها الألمان (Alles Zutraut) وتعني النبتة القادرة على كل شيء.
كما استخدم المصرييون القدماء البابونج في علاج المشاكل الهضمية، كما كانت لديهم قناعة تامة بفائدتها في شفاء حمى الملاريا، ولعل الآلهة المصرية أعجبت بهذه النبتة لذلك فقد خصصت لها، حيث صنعت الأكاليل من أزهار البابونج لتوضع على تماثيل الآلهة، كما فرشت أزهار البابونج داخل مومياء الملك رمسيس الثاني لاعتقاهم بأنها تمنع تعفن الجسد وتبعد عنها الحشرات.
أما عند الآشوريين فقد سمي البابونج بهبة الأرض، واستخدم في صبغ الملابس، فيما أسماها بعض الشعوب بالنبتة الطبيبة، وذلك لأنها تزرع بالقرب من نباتات أخرى ضعيفة لتقويتها كزراعتها بجانب الملفوف مثلا، كما اعتقد البعض أن البابونج قادر على جلب الحظ والمال عند الاستحمام به، واعتقادهم بأن نشر أزهار البابونج حول المنزل أو مكان العمل يدفع شتائم وأحقاد الكارهين وفقا لأساطير قديمة
…..اقرا ايضا…..
ما هي فوائد الزبيب وأنواعه؟ يشكل الزبيب وجبةً غذائيةً غنيةً للجسم، إذ يحتوي على الألياف والحديد والفسفور بالإضافة إلى احتوائه على فيتامين (C) و(B)، وقديماً استخدم الزبيب كغذاءِ ودواءٍ بالإضافة إلى استخدامه في دفع الضرائب والمقايضات التجارية كما فعل الرومان قديماً.
يقال في الأمثال الشعبية “كف الحبيب زبيب” في إشارةٍ إلى حلاوة الشيء رغم مرارته، ويقال في اليمن “آخر زبيب الغطا” أي آخر ما بقي من الزبيب في الإناء للإشارة إلى الشيء النفيس. لكن الفينيقيين عندما وجدوا صدفةً حبات عنبٍ مجففةٍ تحت أول دالية عنبٍ زُرعت في التاريخ لم يفكروا بهذه الأمثال، لكن فكروا بنكهة فاكهةٍ جديدةٍ مجففةٍ، كما أن تلك المصادفة خلقت للبشرية كبسولةً دوائيةً تعالج العديد من المشاكل الصحية بالإضافة إلى النكهة اللذيذة التي قد لا تصاحب الأدوية الكيميائية والعقاقير الصناعية، وسنتحدث في هذا المقال عن أهم الفوائد التي يقدمها الزبيب للإنسان.
أهم فوائد الزبيب
يحتوي الزبيب على عدة أحماض مثل: الفينول والطرطريك و البوليفينول (أحماض مضادة للأكسدة)، ما يجعله مفيداً للعديد من الأمراض والمشاكل الصحية، أهم فوائد الزبيب:
الزبيب يعالج التهابات المعدة
تصاب المعدة بالالتهابات نتيجة البكتريا التي تصيب الغشاء المخاطي في المعدة، ويمكن للزبيب أن يخلص المعدة من هذه البكتيريا، حيث أظهرت دراسة أجرتها جامعة ديلي ستودي ميلانو في إيطاليا بالاشتراك مع معهد البوليتكنيك دي بيجا في إيطاليا ونشرت الدراسة في مجلة العلوم الجزيئية، أن احتواء الزبيب على البوليفينول (مضاد أكسدة) يجعله فعّالاً في تخليص المعدة من البكتيريا وبالتالي حمايتها من الالتهابات.
على عكس ما هو شائع الزبيب لا يؤدي إلى التسوس
النظرة الشائعة إلى أي طعامٍ يحتوي على السكريات هي أنه سيؤدي إلى تسوس الأسنان، كذلك الحال بالنسبة للزبيب حيث هناك من يعتقد أن ارتفاع نسبة السكريات فيه تضر بالإنسان، إلا أن الدراسة التي نشرتها جامعة ديلي ستودي في إيطاليا بالاشتراك مع معهد البوليتنيك البرتغالي أظهرت أن الزبيب لا يساهم في حل مينا الأسنان، كما أن احتوائه على البوليفينول يساعد في تخليص الأسنان من بعض البكتيريا المؤدية للتسوس.
الزبيب يقلل نسبة السكر في الدم ويحمي القلب
رغم حلاوة نكهته، يساعد الزبيب على خفض نسبة السكر كما يحمي من ضغط الدم الانقباضي (اندفاع الدم إلى الشرايين)، كما أن الزبيب يحمي من خطر الإصابة بمرض القلب، إذ بينت دراسةٌ أجراها الطبيب الدكتور “جيمس اندرسون” و”كاتي فيتر” ونشر ملخصها في مجلة الطب للدراسات العليا، أن الاستهلاك المنظم للزبيب يساعد في خفض نسبة السكر بالدم كما يحمي من أخطار الأمراض القلبية الوعائية.
حيث استندت الدراسة على تجربةٍ أجريت على مجموعةٍ من الأشخاص تناولوا الزبيب لمدة 12 أسبوعاً، وبعد الفحص تبين انخفاض السكر لديهم بنسبة 1.13 مل غرام، بالإضافة إلى انخفاض خطر الإصابة لديهم بضغط الدم الانبساطي والانقباضي. كما أظهرت دراسة أخرى أجراها مركز تصلب الشرايين في الولايات المتحدة، واعتمدت الدراسة على تجربةٍ أعطيت فيها مجموعةٌ من المصابين بمرض السكري وجباتٍ من الزبيب على مدى 12 يوماً، فأظهرت نتائج الفحص انخفاض نسبة السكر لديهم بنسبة 23% بالإضافة إلى انخفاض نسبة الكوليسترول والشحوم لدى المرضى.
الزبيب مضادٌّ جيدٌ للأكسدة
يشكل الزبيب مضاداً جيداً للأكسدة لأنه يحتوي على الأحماض العضوية و الفينولية، بالإضافة لفيتامين C))، إذ بينت دراسة أجرتها مجموعةٌ من الباحثين هم “سادي بيرال” و “ميلكسين آكين” و”سيزاي أرسيسل” ونشرت الدراسة عام 2015 في مجلة البحث البيولوجي، احتواء العنب على حمض الفينول (مضاد للأكسدة) إضافة إلى حمض الستريك (حمض عضوي يعمل كمضاد للأكسدة) وحمض الطرطريك (حمض عضوي ومضاد أكسدة)، وهذه الحموض تزيد نسبتها عند تجفيف العنب وتحوله إلى الزبيب، ما يجعل الزبيب مضاداً جيداً للأكسدة.
يمكن استخراج الصابونين من الزبيب
يحتوي الزبيب على نسبة من الصابونين (مادة كيميائية موجودة في النباتات ومضاد قوي للأكسدة ومعزز للمناعة)، وهذه المادة لها دور في تثبيط الخلايا السرطانية، إذ بينت دراسة أجرتها جامعة فاونداونغ الصينية وقسم علوم الأغذية في جامعة كورنيل في نيويورك، ونشر ملخصها في مجلة NCBI عام 2106، أن الصابونين الذي يُستخرج من الزبيب يثبط نشاط الخلايا السرطانية كونه مضاد تأكسد قوي، كما أنه يحفز التيروزين كيناز (أنزيم يساهم في بناء الخلايا)، وبينت الدراسة أن الصابونين المستخرج من الزبيب يمكن أن يعالج سرطان الثدي.
تسمية الزبيب وأشهر أنواعه
تعود تسمية الزبيب إلى اللغة الإنكليزية في العصور الوسطى، إذ أُخذ الاسم من اللغة الفرنسية القديمة، التي بدورها أخذت التسمية من اللغة اللاتينية من كلمة Racemus)) التي تعني “حفنة من العنب”، أما في الفرنسية الحديثة استخدم اسم زبيب بمعنى “العنب” على الرغم من أن الزبيب عنبٌ مجففٌ. وتختلف أشكال الزبيب تبعاً لاختلاف نوع و حجم ولون العنب الذي يصنع منه الزبيب فتجد الزبيب الأصفر والأرجواني، بالإضافة إلى الزبيب الأسود والأخضر، وأشهر أنواع الزبيب هي:
زبيب “السلطانة”
من أنواع الزبيب الشائعة في الولايات المتحدة الأمريكية، كما يطلق عليه اسم “طومسون” أي الزبيب الذي لا يحتوي على بذورٍ بداخله.
“الكشمش” اليوناني
أيضاً زبيبٌ بغير بذور لكنه أكثر قتامة من أنواع الزبيب الأخرى وطعمه لاذع.
“الزبيب الذهبي”
هو الزبيب الذي يعامل مع ثاني أوكسيد الكربون (بيكربونات الصوديوم) حتى يكتسب لونه الذهبي.
و يصنع الزبيب من خلال تجفيف العنب، إذ يتم التجفيف بطريقتين إما بالاعتماد على الشمس، وهذه الطريقة تتطلب وقتاً كبيراً كما قد تؤدي إلى تعرض العنب للحشرات والجراثيم، أما الطريقة الثانية فهي التجفيف الآلي، من خلال تسخين العنب باستخدام جهاز المايكرويف الذي يساعد بتبخر الماء الموجود في العنب بشكل أسرع ووسط بيئة مسيطر على كل ظروفها بعكس الطريقة الأولى، وبعد التجفيف يُغسل الزبيب بالماء لإزالة العناصر الغريبة والعالقة على الزبيب.
الزبيب عبر التاريخ
إن تاريخ صناعة الزبيب قديمٌ بقدم زراعة الكرمة، حيث كان الفينيقيون والأرمن أول من أتقن زراعة الكرمة، ذلك قبل 3000 آلاف عامٍ. فبدأ الفينيقيون زراعة العنب في إسبانيا واليونان، أما الأرمن فقد زرعوا كروم العنب في العراق وإيران وتركيا، وكانت تلك المناطق ملائمة لصنع الزبيب كما أنها قريبة من روما التي وجد فيها آنذاك أول سوقٍ لبيع الزبيب، وكان الرومان يستخدمون الزبيب لتزيين أماكن العبادة والمقايضة مع سلع أخرى، بالإضافة إلى تقديمه كجائزةٍ في الألعاب والبطولات الرياضية.
في القرن التاسع بدأت زراعة العنب تنتشر في المكسيك وكاليفورنيا بالإضافة إلى صناعة الزبيب، وفي عام 1851 انتقلت زراعة العنب وصناعة الزبيب إلى سان دييغو التي كانت تتمتع بطقسٍ مثاليٍّ لصناعة الزبيب يتمثل بحرارة مرتفعة في فصل الصيف، بيد أن عدم وجود ماء يكفي لري مزارع العنب دفع المزارعين للاتجاه شمالاً بحثاً عن الماء فكان أن وصلوا إلى وادي سان جواكين في كاليفورنيا الذي يتمتع بحرارة جيدة وتربة خصبةٍ، بذلك أصبح وادي جواكين فيما بعد مركزاً لصناعة الزبيب في ولاية كاليفورنيا.
أما في العصر الحديث تحتل كل من تشيلي وتركيا وأستراليا بالإضافة إلى إيران واليونان المراكز الأولى في صناعة الزبيب.
أخيراً.. إن الزبيب الذي يعود بتاريخه إلى آلاف السنين بعد أن استطاع كل من الفينيقيين والأرمن زراعة العنب، انتشر في أنحاء العالم كغذاءٍ صحيٍّ ودواءٍ للعديد من الأمراض والاضطرابات الصحية. فهناك عدة أنواعٍ للزبيب تختلف من حيث اللون ونوع العنب الذي يصنع منه، وأشهر الأنواع زبيب “الكشمش” الذي يتميز بنكهته اللاذعة وخلوه من البذور، وزبيب “السلطانة” الموجود في الولايات المتحدة الامريكية ولا يحتوي على البذور، بالإضافة إلى “الزبيب الذهبي”. لكن من المؤكد أن الزبيب بمختلف أنواع يقدم فوائد عدة للإنسان أهمها، معالجة التهاب المعدة لاحتوائه على الفينول، كما يخفض ضغط الدم ونسبة السكر في الجسم، بالإضافة أنه يحمي من خطر الإصابة بأمراض القلب و يثبط الخلايا السرطانية.