ألمـ.ـانيا تسـ.ـجل قـ.ـفزة جـ.ـديدة في إصـ.ـابات كـ.ـورونا الـ.ـيومـ.ـية هائـ.ـلة اليك التفاصيل
……اقرا ايضا……
تعرف على منافع القرفة (Cinnamon)، فوائدها وأنواعها واستخداماتها ومحاذير الإكثار منها في هذا المقال.
لم يجد الامبراطور الروماني نيرون أغلى من القرفة لكي يحرقها لكي تغسل برائحتها العطرة ذنبه بحق زوجته وفقا لاعتقاده، ولعل العرب محقين عندما أخفوا سر القرفة أي موطنها الأصلي عن المجتمعات الأوروبية، ولكنهم ربما عن قصد أو من دونه ساهموا في زيادة اهتمام الشعوب بها والرغبة بمعرفة مصدرها، ولهذا ازداد ثمنها وقيمتها أكثر كونها كانت مجهولة في سالف الأزمان، لتحتكرها الطبقات الراقية في المجتمع. هكذا كانت القرفة عبر التاريخ حديث الناس؛ واليوم ستكون حديثنا أيضا.
من بوابة الرائحة الجميلة ندخل وإلى جناح الفوائد نتوجه؛ وذلك عبر ممرات الخصائص والميزات التي تنفرد بها مضيفتنا في هذا المقال إنها القرفة، والتي توجهنا لزيارتها بعد أن سمعنا الكثير من الأساطير والحكايات القديمة التي تمدحها وترفع من شأنها، فلم تقتصر فائدتها على تحسين عمل الدماغ وضبط معدلات السكر في الدم، بل تعدتها لتدخل إلى الأطعمة والمشروبات وتضيف لها نكهة وطعما مميزين.
فوائد القرفة وعلاجاتها
الدور الطبي الذي تلعبه القرفة مهم جداً سواءاً على صعيد الأمراض التي تصيب الدماغ أو السكري، وللتخفيف من آلام متعددة ولتحسين المزاج، معلومات مثبتة اعتمدت على دراسات وبحوث أكاديمية حول منافع القرفة الكثيرة، سنتعرف على بعضها في هذه الفقرة:
القرفة مفيدة لعلاج باركنسون
مرض باركنسون: الشلل الرعاشي أو داء باركنسون Parkinson’s Disease هو ارتعاش في الأطراف ناتج عن تلف خلايا دماغية، حيث وجدت دراسة أجريت في المركز الطبي لجامعة رش (Rush University Medical Center)، أن مستخلص القرفة يبطل مفعول التغيرات في الخلايا الدماغية الناتجة عن هذا المرض، وذلك بعدما تمت الاختبارات على فئران مصابة بداء باركنسون، ولكن النتائج تحتاج لتدقيق وتحليل ودراسات معمقة أكثر حتى نتأكد من فعالية القرفة في علاج هذا المرض لدى البشر.
القرفة لتخفيف آلام الدورة الشهرية
نظرا لاحتواء القرفة على نسبة جيدة من المنغنيز فهي المادة المناسبة بشكل كبير لتخفيف الآلام المرافقة للدورة الشهرية (Premenstrual Syndrome)، حيث أن النساء اللواتي شاركن في دراسة أجرتها جامعة ميرلاند (University of Maryland)، وواظبن على تناول مقدار 5.6 ميلي غرام من المنغنيز يوميا، كانت النتائج أعراض أقل لتغيرات المزاج أوالشعور بالارهاق. حيث يمكن الحصول على هذه الكمية من المنغنيز من خلال تناول نحو (4) عيدان صغيرة من القرفة على أن لاتتجاوز إجمالي كمية المنغنيز 11 ميلي غرام وذلك تجنبا للتأثيرات الجانبية.
القرفة تفيد في حالات نزلات البرد
تبعا للخواص المضادة للبكتيريا التي تتمتع بها القرفة فهي العلاج الجيد لنزلات البرد ونوبات السعال، وفي هكذا حالات يمكن تناول شاي القرفة، لأنه سيحسن تدفق الدم إلى كافة أنحاء الجسد إضافة لرفع مستويات الأوكسجين في الدم. كما أن الطب الصيني التقليدي طالما كان يستخدم القرفة لشفاء حالات السعال وأمراض الجهاز التنفسي.
القرفة مفيدة لمرضى السكري
تعتبر القرفة مادة فعالة في التحكم بمعدلات السكر؛ لأنها تساعد في تحسين استجابة الجسد للأنسولين وتمنع الجسم من مقاومته للأنسلوين أيضا، وذلك تبعا لدراسة أجريت على فئران المختبر في مركز أبحاث الأغذية الأمريكية (USDA Human Nutrition Research Center) كما أن القرفة تخفض من ارتفاع معدلات السكر ولاسيما بعد وجبات الطعام.
رائحة القرفة تحسن عمل الدماغ
عرضت دراسة في عام 2004، خلال الاجتماع السنوي لجمعية العلوم الكيميائية الأمريكية (Association for Chemoreception Sciences) حيث شارك في هذه الدراسة عدة متطوعين، فأثناء عملهم على الحاسوب تم قياس نشاط أدمغتهم في المرحلة الأولى بدون تعرضهم لأي رائحة وفي المرحلة الثانية تم تعرضيهم لرائحة الياسمين ورائحة النعناع في مرحلة ثالثة أما المرحلة الأخيرة فقد تعرضوا خلالها لرائحة القرفة، وبعد تحليل النتائج لوحظ تحسن كبير في عمل ونشاط الدماغ، من حيث الذاكرة والعمليات الفكرية والانتباه، كذلك السرعة الحسية والحركية في المرحلة الرابعة بشكل خاص؛ عند تعرض المشاركين لرائحة القرفة. ومستبقلا ستتم دراسة أثر القرفة على المسنين أو المصابين بأمراض تؤدي للتدهور المعرفي.
خصائص القرفة ومكوناتها
القرفة (Cinnamon) هي اللحاء ذو اللون البني لشجرة القرفة دائمة الخضرة والتي تنمو في المناطق الاستوائية، تحتوي هذه القشرة على زيت القرفة ذو الخصائص العلاجية الفعالة، تكون القرفة على شكل عيدان تدعى (ريشة القرفة) أو بشكل مسحوق يدعى (مسحوق الأرض)، كما أن القرفة بمختلف أنواعها تنتمي لعائلة واحدة من النباتات الغارية وتسمى علميا (Lauraceae) حيث التي تضم حوالي 2000 نوع من القرفة، وتنتمي لذات العائلة أيضاً؛ كل من الأفوكادو وشجرة الغار.
القرفة غنية بمضادات الأكسدة ومضادات للبكتيريا، كما أنها تحتوي على مركبات مثل: اللينول (linalool) وهو الذي يزود القرفة برائحتها المميزة والإيجنول (Eugenol) والإننثول (Anethole) إذ تعطي هذه المركبات للقرفة نكهتها سواءاً الحارة أو الحلوة، كما أن القرفة مضادة للجراثيم ومطهرة؛ وذلك تبعا لما ذكر في الموقع الطبي المختص ميدلاين بلس (MedlinePlus).
أنواع القرفة وميزات كل منها
هنالك أنواع كثيرة للقرفة، منها القرفة الفيتنامية (Vietnamese Cinnamon) والسايغون (Saigon Cassia) ولكن الأكثر شهرة وانتشارا هما القرفة السيلانية وقرفة الكاسيا، وفيما يلي معلومات أكثر عن هذين النوعين:
القرفة السيلانية (Ceylon Cinnamon)
وهو النوع الأفضل من حيث الخواص والرائحة والاستخدام فطعمه أقرب للحلاوة، يطلق عليه العلماء لقب (Cinnamomum Verum)، أي القرفة الحقيقية، ولكنه مكلف جدا حيث تحتاج القرفة السيلانية بكل مراحلها لأيدي عاملة ولايمكن استخدام الآلات في حصادها وثم لفها على شكل عيدان وتجفيفها، تزود سيرلانكا العالم بـ 90% من إنتاج هذا النوع من القرفة، إضافة للبرازيل وجزر الكاريبي.
قرفة الكاسيا (Cassia Cinnamon)
تلقب بالقرفة الصينية حيث يعود أصلها لجنوب الصين، وهو النوع الأرخص والأقل كلفة بالنسبة للمزارعين، وبالتالي تدخل عيدان قرفة الكاسيا المجففة في معظم وجبات الطعام أو الخبز والمعجنات لأنها الأقل ثمنا، وطعمها لذيذ كبهار يعطي الأطباق مذاقاً حارّاً، أكبر منتج لهذه القرفة هي أندونيسيا كما أن 70% من استهلاك أمريكا الشمالية للقرفة هو من نوع الكاسيا.
لماذا علينا الحذر من مضاعفة كمية القرفة في غذائنا اليومي؟
تحتوي القرفة على مادة تدعى الكومارين (Coumarin)، وتوجد هذه المادة بشكل طبيعي في نباتات مثل: الفول والقرفة وعشبة الفانيلا والعرق السوس، وهي مادة كيميائية بلورية عديمة اللون في حالتها العادية، وحتى عام 1954 كان من المسموح استخدام هذه المادة كمنكهات من الفانيلا وقرفة الكاسيا بالتحديد التي تحتوي أكبر كمية من الكومارين من بين النباتات الأخرى.
إلا أن منظمة الغذاء والأدوية الأمريكية (Food and Drug Administration) منعت استخدامه بعد دراسات أجريت على فئران المخابر حيث أثبتت أن هذه المادة تسبب تلف الكبد، والدراسة الأمريكية التي أجريت أيضا في عام 2006 ونشرت في مجلة (Food and Chemical Toxicology) أشارت لعلاقة سرطان الكبد بهذه المادة.
ولكن بقي الأمر محصورا على حيوانات المختبر، وبالنسبة للاستخدام البشري فيفضل أخذ المواد التي تحتوي على الكومارين بكميات معتدلة، كما حذر المعهد الألماني لتقييم المخاطر (Germany’s Bundesinstitut für Risikobewertung) من تناول قرفة الكاسيا بكميات كبيرة لأنها تحتوي على نسبة أكبر من الكومارين. وينصح المعهد باعتماد القرفة الحقيقية أو القرفة السيلانية، على كل ما زالت نتائج الدراسات الحديثة متباينة ولم يبت بالموضوع بشكل نهائي لذلك يفضل استشارة الطبيب.
استخدمت القرفة تاريخيا ومنذ القدم
القرفة إحدى التوابل والبهارات المستخدمة في الأطعمة والمشروبات وفي تركيب الأدوية منذ القدم أي نحو 2700 قبل الميلاد، حيث حظيت هذه النبتة باهتمام كبير في الصين ومصر القديمة من خلال مختصين في الطب التقليدي كما استخدمها المصريون القدماء كمعطر أثناء عملية التحنيط.
وفي إحدى الروايات القديمة ذُكر أن الامبراطور الروماني (نيرون) جمع كميات كبيرة من أكثر التوابل باهظة الثمن ومنها القرفة، ثم قام بإحراقها في ذكرى وفاة زوجته الثانية (Poppaea Sabina) وذلك لكي يكفر عن علاقته بحادثة وفاتها.
أحضرها التجار العرب إلى أوروبا ولكن بالطرق البرية؛ وأدى ذلك لمضاعفة ثمنها بسبب تكاليف النقل، حيث كانت القرفة تعتبر من التوابل المهمة والمميزة التي تقتنيها الطبقات الراقية والنبيلة فقط، حيث اعتقدوا بأنها تساهم في حفظ اللحوم في فصل الشتاء.
وكان الموطن الأصلي للقرفة مجهولا من قبل المجتمعات الأوروبية حتى القرن السادس عشر، لأن التجار العرب تكتموا على موطنها الأصلي ليستمروا باحتكار تجارة القرفة المربحة نوعا ما، وبعد اكتشاف هذا السر أصبحت القرفة واحدة من أكثر السلع تجارة في القرنين السادس والسابع عشر.
وبداية زراعة القرفة غير محددة تماما ولكن هناك بعض الأساطير المتناقلة عن أصل القرفة، وأحدها تحدث عنها المؤرخ اليوناني هيرودوت (Herodotus) في القرن الخامس للميلاد، والرواية تقول: إن مجموعة من الطيور الضخمة كانت تجمع عيدان القرفة وتضعها في أعشاشها على رؤوس الجبال، وبالتالي لا يستطيع الإنسان الوصول إليها ومن أجل ذلك قام بعض الأشخاص بوضع قطع من لحم الثور على منحدرات الجبال لتأخذها الطيور، وعند نزولها من أعشاشها كانت بعض من عيدان القرفة تسقط فيسارع الناس بأخذها.
ختاما، فقد استعرضنا معكم فوائد القرفة، أنواعها وتاريخ استخدامها قديما، ننصحكم في النهاية باستشارة الطبيب قبل تناول القرفة فيما لو كنتم مصابين بأحد الأمراض لا قدر الله.