صـ.ـراع أمريكي روسي بشأن مصير الأسد
صـ.ـراع أمريكي روسي بشأن مصير الأسد
تصر إدارة الرئيس الأمريكي الجديد “جو بايدن” على معـ.ـاقبة بشار الأسد بسبب الجـ.ـرائم التي ارتكبها في بلاده طوال السنوات العشر الماضية.
وفي الوقت الذي تصر روسيا على دعم الأسد، تصر أمريكا على التخلي عنه ومعـ.ـاقبته، وكانت الإدارة الأمريكية قد أصدرت العديد من العقـ.ـوبات ضـ.ـد الأسد وعائلته القريبة والبعيدة، بهدف كـ.ـسر القـ.ـوة الاقتصادية لهم.
ويرى محللون أن إطالة مدة الثـ.ـورة السورية يعود لعدم قدرة المفـ.ـاوضيين الروس والأمريكان على التوصل لقـ.ـرار حـ.ـاسم مـ.ـرض لجميع الأطراف بشأن مصير الأسد.
وأكد رئيس الوزراء السوري المنـ.ـشق “رياض حجاب” هذه الفكرة، حيث أرجع سبب استمرار وجود الأسد في سورية إلى عامليين مهمين، الأول إسرائيل، والثاني: الأمم المتحدة.
وفي الوقت الذي ترى فيه روسيا الأسد –بقرة حلوب- ترى أمريكا ضرورة إزاحته ومعـ.ـاقبته دفـ.ـاعاً عن لـ.ـواء الديمقراطية والحرية الذي تدافـ.ـع عنه.
إدارة جو بايدن
أكدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أنها “لن تطبع العلاقات” مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
كما كشف دبلوماسيون في الأمم المتحدة، عن أن اتصالات تجري بين أعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك روسيا، من أجل إعطاء “دفعة جديدة” لإيجاد حلّ سياسي للحـ.ـرب المتواصلة منذ عشر سنين على أساس القرار 2254 الذي صدر عام 2015 بإجماع الدول الـ15 الأعضاء في المجلس.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن دبلوماسي غربي في نيويورك قوله، إن الاتصالات الأميركية ركزت على جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن.
وبحسب الدبلوماسي الغربي الذي نقلت الصحيفة عنه فإن “بيدرسن” سيقدم إحاطة جديدة إلى أعضاء المجلس في مطلع الأسبوع المقبل.
وتهـ.ـدف الإحاطة إطلاع المجلس، على أسباب عـ.ـدم إحراز أي تقدم في الجولات الأخيرة من اجتماعات اللجنة الدستورية.
وتوقع الدبلوماسي بحسب الشرق الأوسط أن “يطلب بيدرسن دعـ.ـم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن”، أي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، التي “كررت في أكثر من مناسبة أنها تؤيد جهوده”.
وفي موازاة ذلك، يترقب الأعضاء الغربيون الكلمة التي ستلقيها رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة “ليندا توماس” خلال هذا الإجماع.
ومن المتوقع أن يشمل خطابها “تركيزاً على الملفات الثلاثة للأزمة السورية، وهي العملية السياسية التي تتوسط فيها الأمم المتحدة، والمساعدات الإنسانية التي تزداد إلحاحاً، وتـ.ـرسانة الحكومة السورية من الأسلـ.ـحة الكيـ.ـماوية واستخدامها في سياق الحـ.ـرب”.
يأتي ذلك في ظلّ إصرار أميركي على “محـ.ـاسبة نظام الأسد” الذي “تسبب بمعـ.ـاناة رهيـ.ـبة طويلة للشعب السوري”.
وعكس الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية “نيد برايس” هذه الأجواء بقوله، إن إدارة الرئيس بايدن “تواصل الترويج لتسوية سياسية تنهي النـ.ـزاع” في سوريا.
وأضاف “برايس” أن ذلك يحصل عبر “التشاور الوثيق مع حلفائنا وشركائنا وبيدرسن”، كما أكد أن التسوية السياسية “يجب أن تعالج العوامل التي تدفـ.ـع إلى العنـ.ـف وتؤدي إلى عـ.ـدم الاستقرار” في سوريا.
قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية: “نستخدم مجموعة متنوعة من الأدوات المتاحة لنا للدفع من أجل إنهـ.ـاء مستدام لمعـ.ـاناة الشعب السوري”.
كما أوضح في كلامه أن واشنطن “ستستمر في دعـ.ـم دور الأمم المتحدة في التفـ.ـاوض على تسوية سياسية بما يتمشى وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الرقم 2254”.
وتنقسم الإدارة الأمريكية بخصوص الانتخابات الرئاسية السورية القادمة إلى قسمين، قسم يرى ضرورة عدم الاعتراف فيها، بينما يرى القسم الثاني تجاهل تلك النتخابات جملة وتفصيلاً.
وأكد برايس أن إدارة بايدن “تسعى إلى استعادة قـ.ـدرة القيادة الأميركية فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية” مقراً بأن الوضع في سوريا “كـ.ـارثة إنسانية”.
وأكمل برايس قوله بأن الشعب السوري “عـ.ـانى لفترة طويلة جداً . . تحت الحكم الوحـ.ـشي لبشار الأسد” الذي “لا يزال في السلطة على رغم السنين العشر من الحـ.ـرب الأهلية”.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية:”يجب علينا أن نقوم بالمزيد لمساعدة السوريين المستضعفين، وبينهم كثيرون من النازحين داخل سوريا وكذلك اللاجئين الذين اضطروا إلى الفـ.ـرار من ديارهم”.
ورأى برايس، أن “النهـ.ـاية المستدامة” للحـ.ـرب “توجب على الحكومة السورية تغيير سلوكها”، كاشفاً عن أن “هناك مراجعة لما يمكن أن نفعله لتعزيز آفاق التسوية السياسية” المنشودة.
وعندما قيل له أن ذلك يعني “تغير السلوك وليس القـ.ـائد”، أجاب أن “الأسد لم يفعل أي شيء من شأنه أن يعيد له الشـ.ـرعية التي فـ.ـقدها بالمعاملة الوحـ.ـشية لشعبه”، وأكمل علماً بأن الأسد “في صلب معــ.ـاناة الشعب السوري والكـ.ـارثة الإنسانية” التي حلت بسوريا.
كما أكد أن الولايات المتحدة لن تطبـ.ـع العلاقات مع حكومته في أي وقت قريب.
وحثت “ميشيل باشليت”مقررة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة أول أمس الخميس، دول العالم على تصـ.ـعيد وتيرة محاكـ.ـمات من يشتبه بارتكـ.ـابهم جـ.ـرائم حـ.ـرب بسوريا في محـ.ـاكمها الوطنية.
وتاتي هذه التصريحات مع حلول الذكرى العاشرة لاند.لاع الصـ.ـراع، وقالت باشليت، إن محاولات إحالة فظـ.ـائع ارتكبت في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي من أجل محاكمة مرتكبيها قد باءت بالفـ.ـشل.
قناعة دولية بضرورة معـ.ـاقبة الأسد
وقالت باشليت في بيان “نحن مدينون لهؤلاء الضـ.ـحايا بضمان أن يكون العـ.ـقد التالي عقـ.ـد المحـ.ـاسبة والتعـ.ـويض، مع معالجة حقوقهم واحتياجاتهم كي يتسنى لهم إعادة بناء حياتهم”. ومن المعتقد أن كثيرين من المشـ.ـتبه بارتكـ.ـابهم جـ.ـرائم حـ.ـرب غادروا سوريا.
وقالت باشليت “لا يزال من الضروري أن تواصل المحاكم الوطنية إجراء محـ.ـاكمات عادلة وعلنية وشفافة وتقلـ.ـيص هـ.ـوة المحاسبة على مثل هذه الجـ.ـرائم الخطـ.ـيرة”.
ووصفت باشليت الحكم الألماني على أحد مرتكبي جـ.ترائم الحـ.ـرب في سوريا بأنه “خطوة مهمة للأمام على طريق تحقيق العدل”.
كما ندد “باولو بينيرو” الذي يرأس فريقاً للأمم المتحدة للتحقيق في جـ.ـرائم الحـ.ـرب باستمرار الإفـ.ـلات من العـ.ـقاب يقصد الأسد وأعوانه.
وقال بينيرو لمجلس حقوق الإنسان أول أمس الخميس: “نشيد بالشجاعة الكبيرة… لدى الضحـ.ـايا والنشطاء السوريين وبعزم بعض الدول الأعضاء على النظر في القضايا”.
وقال “هاني مجلي” عضو لجنة دولية تابعة للأمم المتحدة: “إن 60 نظاماً قضائياً تواصل مع اللجنة طلبا لمعلومات وإنها قدمت معلومات في نحو 300 قضية قيد النظر”
ويقوم مندوبون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة المسجـ.ـونين في السـ.ـجون المركزية بسوريا، لكن ليس باستطاعتهم زيارة المواقـ.ـع غير الرسمية، ويظل ما تتوصل إليه اللجنة من نتائج طي الكتـ.ـمان.
وقال “فابريزيو كاربوني” المدير الإقليمي باللجنة في الشرق الأوسط لـ«رويترز» الثلاثاء الماضي:”من الواضح أن الاعتـ.ـقال واحـ.ـد من هذه القضايا المحورية، وكل يوم نحاول العمل أولاً على تحسين ظروف الاعتـ.ـقال، وثانياً توسيع نطاق المواقع التي يمكن دخولها”.
المصدر : اخبار اليوم