مبعدةً روسيا.. المعابر السورية تحت قبضة الجـ.ـيش الأمريكي
تعمل روسيا على الإمساك بالمعابر الواصلة بين الشمال السوري الخارج عن سيطرة الأسد، ومناطق سيطرة الأسد والتي تعاني من أز.مة اقتصادية خانقة.
وتهـ.ـدف روسيا من هذه الحركة إنعاش اقتصاد الأسد المتهاوي، وإزاحة الحمل عن كتفها، كما أنها تريد كسر شوكة روسيا التي تولت إدارة إهم المعابر –باب الهوى-.
وكانت روسيا قد قصـ.ـفت معبر باب الهوى في رسالة واضحة للأمم المتحدة ولتركيا ومفادها أن المساعدات الإنسانية تدخل وتخرج عن طريقنا فقط.
وقالت صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة الأمريكية ستتولى قيادة معـ.ـركة النفوذ على المعابر في سوريا، في ظل الحديث عن مخطط روسي يهـ.ـدف لإغلاق باب الهوى، المنفذ الإنساني الوحيد المتبقي شمال سوريا.
وأضافت الصحيفة خلال تقرير جديد لها، أن وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن”سيقوم بنفسه بخوض ذلك المضمار ضـ.ـد الروس في مجلس الأمن الدولي، قبل انتهاء العمل بالقرار الدولي 2533؛ القاضي بإيصال المساعدات عبر باب الهوى، شمال إدلب.
وأوضح التقرير أن “بلينكن” سيترأس وفد الولايات المتحدة الأمريكية خلال اجتماع مجلس الأمن المخصص للحالة الإنسانية، والمقرر عقده يوم الاثنين القادم.
كما أن الوزير الأمريكي سيجعل نصب عينيه الأهداف الأمريكية من التواجد في سوريا والسياسة المتبعة، والمتمثلة في الاستمرار بالتواجد العسـ.ـكري شمال شرقي البلاد، لضمان عدم عودة ظهور تنظيم الدولة، وتقديم المساعدات الإنسانية إلى السوريين، وفقاً للتقرير.
وتشير الصحيفة إلى أن روسيا استبقت انتهاء ولاية القرار الدولي 2533 وأبلغت دولاً غربية بعزمها التصويت ضـ.ـد مشـ.ـروع قرار جديد في مجلس الأمن يطالب بتمديد المساعدات عبر الحـ.ـدود.
وترى موسكو وجوب مرور جميع المساعدات الإنسانية عبر مناطق نظام الأسد لإعادة شـ.ـرعنة الأخير؛ تمهيدًا للاعتراف بالانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها منتصف العام الجاري.
ولفتت الصحيفة إلى الآثار التي تركتها الخطوة الروسية بعسـ.ـكرة موقفها؛ عبر قـ.ـصف المعبر وتد.مير عشرات الشاحنات المخصصة لنقل المواد الإغاثية إلى عمق مناطق الشمال السوري، التي تحتضن ملايين النازحين.
الجدير ذكره أن روسيا نجحت خلال السنوات الماضية في إغلاق ثلاثة معابر لدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق السورية الخارجة عن سيطرة الأسد، وأبقت على معبر باب الهوى الذي باتت الأنظار موجهة إليه، في وقت تسعى فيه موسكو لإغلاقه، وسط معـ.ـارضة أمريكية وأوروبية.
الموقف الأمريكي من الوجود الروسي
أعلنت الخارجية الأمريكية في وقت متأخر من ليلة أول أمس الجمعة عن مقترح مؤلف من بندين لحل القضية السوري، ووفق خبراء فإن لاقتراح سيشـ.ـعل الصـ.ـراع مع روسيا.
ومن المفترض أن يطرح وزير الخارجية الأمريكية “أنتوني بلينكن” المبادرة في مجلس الأمن عبر تقنية الفيديو.
وأفادت البعثة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة في بيان أن وزير أنتوني بلينكن سيرأس الإثنين جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الأوضاع الإنسانية في سوريا، لافتة إلى أن الوزير سيؤكد على مسألتين في الجلسة.
ونقلت وكالة الأناضول التركية جزء من البيان، وبحسب ما نشر الموقع التركي الإخباري الرسمي، فإن بلينكن “سيعزز دعم الولايات المتحدة للشعب السوري من أجل وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار على الصعيد الوطني، وكذلك الوصول الإنساني دون عـ.ـوائق، إلى كل المجتمعات الضعيفة في جميع أنحاء سوريا
كما أشار البيان الرسمي الأمريكي إلى أن “زيارة وزير الخارجية الأمريكي لمقر الأمم المتحدة في نيويورك ستكون افتراضية لترؤس اجتماع مجلس الأمن، والاجتماع مع مسؤولي المنظمة الدولية وموظفي البعثة”.
وأوضح أن بلينكن “سيعقد اجتماعين خاصين مع كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فولكان بوزكير.
ولم يوضح البيان آليات تنفيذ المبادرة، وإذا ما كانت الولايات المتحدة ستنفذها من طرف واحد في حال اعترضت عليها روسيا، خاصة فيما يتعلق ببند المساعدات الإنسانية.
صدام دبلوماسي جديد
وذكرت وسائل إعلام عربية أن مبادرة بلينكن الجديدة ستفتح بابا جديدا للصـ.ـراع بين أمريكا وموسكو في مجلس الأمن.
وقالت صحيفة الشرق الأوسط إن ما سيطرحة بلينكن ” سيدشن صـ.ـداماً دبلوماسياً مع الجانب الروسي إزاء تمديد القرار الدولي الخاص بالمساعدات عبر الحـ.ـدود الذي تنتهي ولايته في تموز يوليو المقبل.
ففي 11 تموز يوليو العام الماضي، مدّد مجلس الأمن بعد “حـ.ـرب مسودات” بين أمريكا وحلفائها وروسيا وشركائها لمدة سنة، القرار الدولي رقم 2533 لإيصال المساعدات الإنسانية عبر الحـ.ـدود، لكن بعد خفض عدد المعابر إلى واحد فقط هو باب الهوى بين إدلب وتركيا.
وتأتي هذه المبادرة الأمريكية، بعد سلسلة تصريحات لمسؤولين أمريكيين، في إدارة بايدن الجديدة، عن موقف حـ.ـاسم ضـ.ـد نظام أسد وضرورة محـ.ـاسبته عن الجـ.ـرائم التي ارتكبها ضـ.ـد السوريين.
وكان آخر تلك التصريحات للمندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة بالإنابة، جيفري ديلورنتس، الذي كشف عن موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن من بشار الأسد.
وقال ديلورنتس، السبت الماضي إن الرئيس جو بايدن وإدارته لن يعترفا بنتائج انتخابات الرئاسة المقبلة في سوريا إذا لم يتم التصويت تحت إشراف الأمم المتحدة ويراعي وجهة نظر المجتمع السوري بأسره.
وشـ.ـدد على أنّ الإدارة الأمريكية الحالية تعـ.ـارض إجراء انتخابات “غير حرة” لا تخـ.ـضع لإشراف الأمم المتحدة، مضيفاً: “نواصل التأكيد بحـ.ـزم على أن السبيل الوحيد للمضي قدماً هو دفـ.ـع العملية السياسية التي تفي بالشـ.ـروط المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن 2254”.
وكان أول موقف منـ.ـاهض لنظام أسد من قبل الإدارة الجديدة جاء على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن في 23 شباط فبراير المنصرم، حين تـ.ـوعد النظام وروسيا بعدم الإفلات من العـ.ـقاب على استخدام السـ.ـلاح الكيـ.ـماوي.
وقال “بلينكن” حينها في مؤتمر الأمم المتحدة لنـ.ـزع السـ.ـلاح ، إن نظام أسد استخدم مرارا الأسـ.ـلحة الكيـ.ـماوية ضـ.ـد شعبه، كما فشـ.ـل النظام في التعاون مع منظمة حـ.ـظر الأسـ.ـلحة الكيـ.ـماوية للكشف الكامل عن برنامجه الكيـ.ـماوي، وتد.ميره بشكل يمكن التحقق منه”.
ودعا وزير الخارجية الأمريكي في خطابه روسيا ونظام أسد إلى الامتثال لالتزاماتهما بموجب اتفاقية الأسلـ.ـحة الكيـ.ـماوية، منوها إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك إفـ.ـلات من العـ.ـقاب.
أمريكا تعلن موقف حـ.ـاسم
أكد مسؤولو الإدارة الأميركية عزمهم الـ.ـضغط على روسيا في الملف السوري، وزير الخارجية الأميركي “أنتوني بلينكن” أكد، ضرورة “محاسبة روسيا على أفعالها المتهورة”.
كان الوزير أيضا قد صرح بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لبدء الثـ.ـورة السوري بأنه ناقش مع نظرائه الأوروبيين أهمية الحاجة إلى مساعدات إنسانية للمدنيين السوريين ومساءلة نظام الأسد.
سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، ليندا توماس- غرينفيلد، أكدت في جلسة إحاطة لمجلس الأمن حول سوريا، دعم واشنطن لتوسيع آلية المساعدات للشعب السوري.
الكاتبان تشارلز ليستر، وجيفري فيلتمان، في موقع بوليتيكو كشفا في تقرير مطول خطة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ، لإغلاق آخر معبر يتيح وصول المساعدات الإنسانية التي يحتاجها ملايين السوريين.
ويرى تقرير “بوليتيكو” إنه خلال الأشهر المقبلة، ستتاح للرئيس جو بايدن “فرصة لاستعادة التدفق غير المقيد للمساعدات الإنسانية إلى ملايين المدنيين عبر شمال سوريا الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة أكثر من أي وقت مضى”.
ولتحقيق هذه الغاية، سيتعين على بايدن وإدارته بذل “جهود حـ.ـازمة لتحويل المسار السوري في مجلس الأمن” قبل يوليو.
ورغم النفوذ الروسي في مجلس الأمن، لدى الولايات المتحدة وأوروبا النفوذ أيضا، فالجبهتان تسطيعان التوعية المستمرة بأهمية الحاجة إلى المساعدات والعـ.ـواقب الوخـ.ـيمة لتصرفات روسيا.
ويمكن للولايات المتحدة عقد اجتماعات في المجلس بشكل غير رسمي، في الأسابيع والأشهر القادمة، ومن شأن ذلك أن يمنحها منبرا للتحدث عن أهمية تسليم المساعدات.
ويقول الكاتبان إنه يجب عل بايدن تولي هذا الملف بنفسه، جنبا إلى جنب مع بلينكن، وسيتعين عليهما الضـ.ـغط المتواصل في الفترة التي تسبق التصويت في يوليو.
ودعا المقال بايدن إلى التحدث مع بوتين بشكل مباشر وإجراء مفـ.ـاوضات وزارية لنقل التصميم الأميركي على أهمية هذه القضية.
وقال التقرير إن الرئيس الروسي لن يأخذ الأمور على محمل الجـ.ـد إذا لم تتم بهذا المستوى، مشيرا إلى أن بوتين وافق على إيصال السماعدات عبر الحـ.ـدود في 2014 عندما تدخل الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما.
من خلال مـ.ـنع ملايين الأشخاص من الحصول على المساعدات الضرورية، تسعى روسيا إلى هـ.ـدف واحد فقط، “هو إجبـ.ـار السكان على الاستسلام لنظام أطـ.
hgـلق النـ.ـار عليهم وقصـ.ـفهم بالغاز لمدة 10 سنوات”.
ويشير التقرير إلى أن إغـ.ـلاق المعبر الوحيد سيؤدي حتما إلى كـ.ـارثة إنسانية، وينقل عن منسق مساعدات الأمم المتحدة، مارك لوكوك، في إحاطته لمجلس الأمن الدولي إن التدخل الروسي في الصيف من شأنه أن “تتحول الأز.مة الإنسانية في شمال سوريا من مـ.ـروعة إلى كـ.ـارثية”.
ويقول التقرير إن واحدا من كل ثلاثة أطفال في تلك المنطقة حاليا يعـ.ـانون من سـ.ـوء التغذية الحـ.ـاد وتظهر عليهم علامات التقزم، والأحوال المعيشية تدهـ.ـورت بشكل مطرد منذ أن اقتصرت المساعدات على هذا المعبر قبل سبعة أشهر.
ويوضح التقرير أن استهـ.ـداف روسيا ومليـ.ـشيات النظام السوري للبنية التحيتية في المنطقة مؤخرا، رغم اتفاق وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار، يبدو أنه حملة “متعمدة وموجهة من أجل زيادة تدهـ.ـور الظروف المعيشية، ربما استعدادا لوقف المساعدات في يوليو وهجـ.ـوم عسـ.ـكري شامل”.
المصدر/ اخبار اليوم