تزامناً مع تصريحات “بايدن”.. تحركات مكثـ.ـفة ومريبة للقـ.ـوات الأمريكية شمال شرق سوريا ..و روسيا تعبّر عن قلـ.ـقها! فماذا يحدث ؟…
زادت القـ.ـوات الأمريكية في الآونة الأخيرة من وتيرة ونوعية تحركاتها العسـ.ـكرية في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، حيث تمثل ذلك بوصول مـد.رعات “برادلي” المتطورة إلى عدة مواقع تابعة لقـ.ـوات التحالف شرق الفرات.
وبحسب مصادر محلية فإن عدة أرتال عسـ.ـكرية للتحالف الدولي بقـ.ـيادة واشنطن قد دخلت الحدود السورية خلال الساعات القليلة الماضية قادمة من إقليم “كردستان العراق”.
ونشرت منصة “نورث برس” المحلية صوراً لمد.رعات “برادلي” الأمريكية أثناء عبورها من ريف منطقة “ديرك” أقصـ.ـى شمال شرق سوريا.
في غضون ذلك، أبدت القـ.ـيادة الروسية قلـ.ـقها من تحركات القـ.ـوات الأمريكية في سوريا، وقيامها بنقل معدات عسـ.ـكرية متطورة إلى منطقة شرق الفرات.
وقال نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا “ألكسندر كاربوف”: “إن زيادة حدة النقل الجوي للبضائع العسـ.ـكرية وكثافة التحـ.ـركات البرية للأرتـ.ـال العسـ.ـكرية من جانب التحالف بقـ.ـيادة الولايات المتحدة شمال شرق سوريا هي مبعث قـ.ـلق بالنسبة لروسيا”.
واعتبر “كاربوف” أن مثل تلك التحركات العسـ.ـكرية تزامناً مع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الطـ.ـارئة الناجـ.ـمة عن العـقـ.ـوبات الأمريكية الخـ.ـانقة تسـ.ـبب ضـ.ـرراً كبيراً بما يتعلق بفرص التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا”.
وأكد المسؤول الروسي في معرض حديثه على موقف بلاده حيال التواجد الأمريكي على الأراضي السورية، معتبراً هذا التواجد غير قانوني ومخـ.ـالف للقـ.ـوانين الدولية، على حد قوله.
ووفقاً للمصادر المحلية فإنه من الصعـ.ـب إحصاء عدد الشحنـ.ـات العسـ.ـكرية التابعة للتحالف الدولي شرق الفرات، وذلك نظراً لأنها دورية، مشيرة أن الشهر الحالي شهد تزايداً ملحوظاً لتحركات الآليات الأمريكية في المنطقة.
وتتمركز القـ.ـوات الأمريكية في عدة قواعد عسـ.ـكرية داخل الأراضي السورية، من أهمها قرب حقل نفط “العمر” وحقل غاز “كونيكو” بمحافظة دير الزور، بالإضافة إلى قاعدة “التنف” عند المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق.
وقد حدد مركز “جسور للدراسات” 33 موقع عسـ.ـكري تابع لقـ.ـوات التحالف في سوريا، وتتوزع تلك المواقع في أربع محافظات سوريا وفق التالي: 19 في محافظة الحسكة، و 10 في محافظة دير الزور، و 2 في محافظة الرقة، بالإضافة إلى موقعين في محافظة ريف دمشق.
تجدر الإشارة إلى أن التحركات الأمريكية قد جاءت بالتزامن مع تصريحات هامة أدلى بها الرئيس الأمريكي “جو بايدن” مساء يوم أمس بشأن الملف السوري والتواجد العسـ.ـكري الأمريكي في سوريا.
وأعلن “بايدن” في بيان رسمي صادر عن الرئاسة الأمريكية تمديد حالة الطـ.ـوارئ الوطنية الخاصة بسوريا لمدة سنة إصافية، وهو ما يعني أن إدارة “بايدن” اتخذت قرارها بعدم خروج القـ.ـوات الأمريكية من شمال شرق سوريا والحفاظ على التواجد العسـ.ـكري في المنطقة خلال الفترة المقبلة.
وبحسب العديد من المحللين فإن أهمية قرار تمديد حالة الطوارئ في سوريا تأتي كونها ستمنح “بايدن” القدرة على اتخاذ أي إجراء سياسي أو اقتصادي أو عسـ.ـكري ضـ.ـد الأسد ونظامه بشكل مباشر ودون الحاجة لموافقة مجلس الشيوخ الأمريكي.
المصدر : طيف بوست
في مقطع فيديو قديم ونادر يعود لعام 1994 يظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي كان قد استلم لتوه منصب رئيس بلدية إسطنبول آنذاك.
وهو يجري لقاء صحافياً من على سطح إحدى البنايات قرب ميدان تقسيم السياحي وسط إسطنبول، وقبل نهاية اللقاء يؤشر أردوغان بيده اتجاه إحدى زوايا الميدان ويقول للصحافيين: “سوف أبني مسجداً هناك”.
مقطع الفيديو هذا بقي لسنوات طويلة بعد تصويره بداية عام 1994 مـ.ـثاراً للسـ.ـخرية والانتقادات من قبل شريحة واسعة من العلمانيين الكـ.ـماليين في تركيا الذين كانوا يتمتـ.ـعون بقوة أكبر في الدولة في ذلك الوقت.
وكانوا يعارضون هذا المشروع بقـ.ـوة، ووصفوا كلام أردوغان على أنه “أحـ.ـلام غير واقعية لن تتحقق على الإطلاق”.
وبالفعل وعلى مدار عقود، عملت جهات مختلفة من خلال وزارة الثقافة والجمعيات والنقابات وبتساهل من القضاء التركي على افشال عشرات المحاولات لبناء المسجد.
وأصدر القضاء أكثر من مرة قرارات تمنع بناء المسجد وتحظر أي عمل في هذا الاتجاه وجاب ملف “مسجد تقسيم” العديد من المحاكم لسنوات طويلة وصولاً لمحكمة التمييز، وسيقت العديد من المبررات لمنع هذا المشروع منها ما يتعلق بأسس الجمهورية والعلمانية والسياحة والثقافة والتاريخ والآثار وغيرها.
وفي المكان الذي أشار إليه أردوغان تحديداً، ولكن بعد 27 عاماً كاملة، استطاع الرئيس التركي من تحقيق رؤيته وحلمه ببناء هذا المسجد الذي بقي مثـ.ـاراً للجدل السياسي والقانوني والاجتماعي في البلاد على مدى العقود الماضية التي شهدت تحولات هائلة في البلاد.
استطاع خلالها أردوغان من الوصول من منصب رئيس بلدية إسطنبول عام 1994 إلى البرلمان ورئاسة الحكومة وأخيراً رئاسة الجمهورية وبنظام رئاسي يمنحه صلاحيات مطلقة في البلاد، ونجح في بسط تغييرات جوهرية في شكل وعقيدة الدولة.
ويرى أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم والعديد من أتباع الأحزاب المحافظة والجماعات الدينية في تركيا أن بناء المسجد في تقسيم يعتبر بمثابة “انتصار” يحمل رمـ.ـزية كبيرة.
فيما ينظر كثيرون لنجاح أردوغان في بناء المسجد رغم التحديات الضخمة التي واجهته في هذا المشروع على أنه “تعبير عن حجم الإرادة السياسية التي يتمتع بها أردوغان، وإيمانه بمشروعه السياسي، ونجاح أسلوبه في تمرير جميع ما يريده من خلال التدرج”.
وبين عام 1994 تاريخ وصول أردوغان لأول مرة إلى رئاسة بلدية إسطنبول وعام 2021 شهدت تركيا تحولات سياسية واجتماعية كبرى.
كان أبرزها تراجع التيار العـ.ـلماني واليساري في البلاد مقابل صعود التيار المحافظ والقومي برئاسة أردوغان بشكل تدريجي
ومن المقرر أن يشارك أردوغان في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان (الجمعة المقبلة) في افتتاح المسجد الذي بدأ العمل على إنشائه عام 2017 في حفل متواضع خشية إثارة المعارضين للمشروع.
ليصبح واحداً من أهم رموز ومعالم ميدان تقسيم أبرز المعالم السياحية في تركيا والعالم ويزوره ملايين السياح سنوياً.
ويوجد في ميدان تقسيم نصب تاريخي ضخم لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، كما يوجد فيه مركز أتاتورك الثقافي، وكان الميدان مسرحاً دائماً لاحتجاجات النشطاء العلمانيين واليساريين المناهـ.ـضين لحكم أردوغان.
وصُمِّم المسجد على مساحة تقارب 1500 متر مربع، ويتسع لنحو 950 شخصاً، ويضم قاعةً للمؤتمرات ومكتبة، فيما صممت المآذن على ارتفاع 30 متراً وهو الارتفاع المساوي لارتفاع كنيسة تاريخية مجاورة.
وطوال السنوات الماضية حرص أردوغان على زيارة المسجد وتفقد أعمال البناء مراراً لإظهار مدى اهتمامه بالمشروع الذي يوصف في تركيا على أنه كان “حلماً كبيراً تحول إلى حقيقة”.
ويعتبر بناء مسجد تقسيم أبرز خطوات أردوغان في هذا الاتجاه بعد الخطوة الكبرى التي أقدم عليها العام الماضي بإعادة فتح مسجد آيا صوفيا للعبادة بعد عقود من تحويله إلى متحف.
وبناء مؤخراً مسجد “تشامليجيا الكبير” على أعلى مرتفع على الجانب الآسيوي المطل على مضيق البوسفور، وهو المسجد الأكبر في البلاد الذي يتسع لعشرات آلاف المصلين ويمكن رؤيته من معظم أحياء المدينة التي تتميز بمـ.ـساجدها وتعتبر من أكثر مدن العالم التي تضم مساجد في بلد يوجد به قرابة 85 ألف مسجد.
وإلى جانب الجدل السياسي والقضائي، تحول الموضوع طوال السنوات الماضية إلى مادة للجدل على المستوى الشعبي ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي بين المؤيدين والمـ.ـعارضين لبناء المسجد.
حيث يقول مراقبون إن المنطقة السياحية الهامة لا يوجد بها أماكن عبادة كافية للمسلمين، ويضطر الكثير من المواطنين والسياح لأداء الصلوات لا سيما صلاة الجمعة في أزقة المنطقة السياحية.
حيث استطاع الرئيس التركي أن يغير شكل البلاد تدريجياً بدءاً من بلدية إسطنبول عام 1994 وصولاً لتولي حكم البلاد عام 2003 وصولاً للنظام الرئاسي عام 2018، فيما يواصل مساعيه لتحقيق ما أطلق عليها “رؤية 2023”.
المصدر/اخبار اليوم