اقترب الحساب.. أمريكا توجه صـ.ـفعة قوية للقـ.ـوات الإيرانية البحرية
تاريخ من الدعم الإيراني للحوثيين
تعتمد إيران وبالتحديد مليـ.ـشيا الحرس الثـ.ـوري الإيراني على الخليج العربي وبحر العرب للتواصل مع ذراعها في اليمن “مليـ.ـشيا الحوثي” للسيطـ.ـرة على جنوب شبه الجزيرة العربية وبالتالي إحاطة الدول السنيّة “بلاد الشام والمملكة السعودية” من الشمال والجنوب
طيلة السنوات الماضية عملت إيران على السيـ.ـطرة على المسطحات المائية المحيطة بشبه الجزيرة العربية بالأخص إضافة لبناء مراكز مليـ.ـشياتية لها في أي مكان تتمكن منه
وخاضت لأجل ذلك حـ.ـروب عصـ.ـابات في 2019، مع الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة البريطانية اضـ.ـطرت تلك المليـ.ـشيات حينها والتي كان يتزعـ.ـمها “قاسم سليماني الذي قتـ.ـل بغـ.ـارة أمريكية بداية عام 2020” اضـ.ـطرت للرضـ.ـوخ للقوة العسكرية الأمريكية
تبدلت الإرادة الأمريكية واستلم جو بايدن سدة الحكم وعادت سياسة أمريكا بما يخص الملف الإيراني إلى “سياسة الصبر والمماطلة” لكن هذا لا يمـ.ـنع كـسـ.ـر أي محاولة إيرانية لزيادة قوة المليـ.ـشيات الإيرانية خاصة على مدخل البحر الأحمر لأن الأمن هنا يخص بالتحديد إسرائيل.
أعلنت البحرية الأمريكية الأحد مصادرتها شحنة أسلـ.حة مخبأة على متن سفينة ببحر العرب، في أحدث اعتراض من هذا القبيل من قبل البحارة وسط الحـ.ـرب المستمرة منذ فترة طويلة باليمن.
واكتشفت طراد الصـ.ـواريخ الموجـ.ـهة “يو إس إس مونتيري” الأسلـ.حة على متن ما وصفته البحرية بأنه مركب شراعي عديم الجـ.ـنسية، وهو مركب شراعي تقليدي في الشرق الأوسط، في عملية بدأت الخميس في الروافد الشمالية لبحر العرب.
وقال الأسطـ.ـول الخامس الأمريكي في بيان إن طراد الصـ.ـواريخ الموجـ.ـهة “يو إس إس مونتيري“ صادرت شحنة أسلـ.حة غير مشروعة من مركب شراعي عديم الجـ.ـنسية في المياه الدولية لشمال بحر العرب بين 6 و7 مايو/أيار الجاري.
وقال البيان إنه اكتُشفت “الشحنة غير المشروعة أثناء صعود روتيني للتحقق من العلم أُجري في المياه الدولية وفقاً للقانون الدولي العـ.ـرفي”.
وشملت الأسلـ.حة المضـ.ـبوطة بنـ.ـادق هجـ.ـومية صينية الصنع من طراز كلاشيـ.ـنكوف وبـ.ـنادق قـ.ـنص ومدافـ.ـع رشـ.ـاشة ثقيلة وقـ.ـاذفات صـ.ـواريخ.
ولم تحـ.ـدد البحرية المكان الذي تعتقد أن الشحنة جاءت منه، وقالت إنه قيد التحقق حالياً.
مع ذلك، فإن تشكيلة الأسلـ.حة على متن المراكب الشراعية مشابهة لشحنات أخرى اعترضتها الولايات المتحدة والقـ.ـوات المتحالفة معها في المنطقة
والتي وُصفت فيما بعد بأنها متجهة إلى اليمن، حيث يقـ.ـاتل الحوثيون المدعومون من إيران تحالفاً عسكرياً تقوده السعودية للسيطرة على البلاد منذ عام 2015.
سوريون في صفوف الحوثيين
مليـ.ـشيا الحوثي هي العصب الإيراني الحي في البحر الأحمر وجنوب شبه الجزيرة العربية، إضافة لمشروع التمدد الذي تطمح له إيران في المنطقة إلاّ أنّ الهـ.ـدف الأكبر هو فـ.ـرض السيادة والسيـ.ـطرة وإعادة الأمبراطورية الفارسية القديمة.
بالإضافة للدعم العسكري واللوجستي فإن إيران أمدت المليـ.ـشيا الحوثية بمرتـ.ـزقة سوريين قادمين من المناطق التي تم تشيعها حديثاً على الحـ.ـدود العراقية السورية
معظم أولئك المرتـ.ـزقة هم من غير المتعلمين والفـ.ـاقدين للهوية والفقراء ولهذه الأسباب تمكنت إيران استمالتهم
تنـ.ـفي السلطات الإيرانية تسفير مرتـ.ـزقة سوريين إلى اليمن للقتـ.ـال إلى جانب الحوثيين لكن أهالي المنطقة يأكدون
وكالة الأناضول: “الحرس الثـ.ـوري” الإيراني أرسل عناصر سورية تابعة له إلى اليمن للقـ.ـتال بجانب “جماعة الحوثي” مقابل رواتب شهرية
وقالت الأناضول التركية: الدفعة الأولى تضم ما يقارب 120 مقـ.ـاتلا من بلدات ومدن محافظة دير الزور شرقي سوريا
كما أن عنـ.ـاصر لبنانيين انضموا لصفوف المليـ.ـشيا الحوثية وقـ.ـاتلوا هناك ومنهم من قـ.ـتل ومنهم ما زال على رأس عمله، ويعتبر سليماني رائد هذا المشروع
تاريخ من الدعم الإيراني للحوثيين
بدأت العلاقات الإيرانية-الحوثية بالتقارب الفكري والمذهبي، ثم ازدادت وضوحًا حينما اختار الحوثيون شعار الثـ.ـورة الإسـ.ـلامية الإيرانية “المـ.ـوت لأمريكا، المـ.ـوت لإسرائيل” شعارًا لحركتهم السياسة الدينية ثم وصلت العلاقة لمرحلة تقديم الدعم العسكري
وتوطدت أكثر مع ظهور الحوثيين كقـ.ـوة صاعدة في فترة الثـ.ـورة اليمنية وما بعدها، حيث استمر دعم الإيرانيين للحوثيين بالسـ.ـلاح حتى بعد انخـ.ـراطهم بالعملية السياسية بعد الثـ.ـورة اليمنية.
ففي يناير/كانون الثاني 2013، اعتـ.ـرضت المد.مرة الأميركية “يو إس إس فاراغوت” قبالة ساحل اليمن سفينة “جيهان1” محملةً بالأسلـ.حة وهي في طريقها للحوثيين، وفي مارس/آذار 2013، أعلنت السلطات اليمنية ضـ.ـبط سفينة أسلـ.حة إيرانية بالقرب من باب المندب كانت أيضًا تحمل أسلـ.حة إيرانية للحوثيين.
وعندما دخل الحوثيون العاصمة، صنعاء، وفـ.ـرضوا سيطـ.ـرتهم عليها، قال ممثل مدينة طهران في البرلمان الإيراني: “إنَّ صنعاء هي رابع عاصمة عربية تابعة لنا “.
بعد ذلك، كانت إيران الدولة الوحيدة التي تعاملت مع الحوثيين كسلطة تمثل اليمن، واستقبلتهم في طهران كمسـ.ـؤولين رسميين، وأبرمت الاتفاقيات الثنائية معهم، وقامت بتسيير خطوط جوية مباشرة بين صنعاء وطهران بمعدل 14 رحلة أسبوعيًّة.
وبالرغم من ذلك، فإن إيران كانت تحرص باستمرار على إنـ.ـكار وجود أي تحالف بينها وبين الحوثيين، وتحرص على التأكيد على أنها لا تقدِّم لهم أي دعم، وتحصر علاقتها بهم في إطار الدعم المعنوي، وشعارات المظلـ.ـومية، ودفـ.ـاعها عن المظـ.ـلومين، ووقوفها في وجه الاستـ.ـكبار.
ثم بدأ تغيُّرٌ ملحوظ في السلوك السياسي الإيراني منذ أغسطس/آب 2019، حيث بدأ النظام الإيراني يخطو خطوات مشاهَدَة في طريق الاعتراف بالحوثيين كـ”حليف استراتيجي”
ويتعامل معهم علانيةً، وفي تلك الأثناء زار وفد من أنصار الله طهران، والتقى بوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ثم بالمرشد الأعلى، السيد علي خامنئي، وقام مبايعته.
وفي خبر على الموقع الرسمي للمرشد الإيراني ذكر أنَّ “وفد جماعة أنصار الله التقى المرشد الأعلى حاملين رسالة وسلامًا من زعـ.ـيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، للمرشد الإيراني، وأنهم يرون في ولايته امتدادًا لولاية النبي عليه الصلاة والسلام وولاية علي بن أبي طالب”.
وفي الأول من سبتمبر/أيلول 2019، تسلَّم وزير الخارجية الإيراني أوراق اعتماد إبراهيم الديلمي سفيرًا لليمن، وتم تسليمه مقرَّ البعثة الدبلوماسية اليمنية في طهران، في مخالفة لقرار مجلس الأمن رقم 2216 للعام 2014 الذي ينص على عدم شرعية الانقلاب الحوثي.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019، أقرَّت إيران لأول مرة بتقديم الحرس الثـ.ـوري دعمًا استشاريًّا وفكريًّا للحوثيين.
وفي اللقاء الذي جمع بين سفير الحوثيين في طهران، إبراهيم الديلمي، ووزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، في 22 ديسمبر/كانون الأول 2019، تم توقيع اتفاقية عسكرية وصفت بالرسمية.
وفي مقابلة مع الديلمي أجرتها معه قناة العالَم الإيرانية وصف قرار إيران بتعيين سفير لليمن في طهران بالقرار الشجاع، وأنه جاء بناء على القراءة الاستشرافية الإيرانية للمشهد اليمني المستقبلي.
وبعد هذه التطورات، بدأ يظهر حديث -وإن كان في المرحلة الحالية لا يزال خافتًا- حول ما يقوم به فيـ.ـلق القدس من دور مؤثر في الحـ.ـرب الدائرة باليمن.
ويمكن القول: إنَّ المناخ السياسي السائد في إيران بعد انسـ.ـحاب أميركا من الاتفاق النـ.ـووي وإعادة فـ.ـرض العـ.ـقوبات الاقتصادية قد أسهم في التوجه الإيراني نحو صياغة تحالف استراتيجي علني مع الحوثيين
على غرار التحالف المعلن مع حزب الله اللبناني، وذلك -كما سبق القول- من أجل أن تمتلك إيران ورقة في الملف اليمني تساعدها في إدارة الضـ.ـغوط التي تواجهها على الصعيد الدولي، ولضمان دور مستقبلي واضح في اليمن.
وعلى الأرجح، فإن التحالف الاستراتيجي الإيراني-الحوثي سيخطو خطوات واسعة في المرحلة القادمة، خاصة مع مؤشرات عن تنامي صعود التيار الأصولي المتشـ.ـدد في مواقع صنع القرار الإيراني بعد تعثر الاتفاق النـ.ـووي
ورفـ.ـض مجلس صيانة الدستور أهلية مرشحين من التيار الإصلاحي، ما يدعم توجهات الحرس الثـ.ـوري بالعمل خارج إيران.
حاجة إيران الملحَّة في الاستناد إلى قوى أخرى لمواجهة الضغـ.ـوط الدولية المفـ.ـروضة عليها تدفعها نحو الحوثيين
وفي هذا الإطار يوفر الحوثيون مزايا عديدة لها؛ فهم بعيدون جغرافيًّا عنها وقريبون من حلفاء أميركا في الخليج العربي
وهم الأقل كلفة مقارنة بالنتائج الاستراتيجية المُتحصَّلة منهم، كما أن النفوذ الإيراني في اليمن لا يتقاطع مع قوى دولية أخرى هناك كالنفوذ الروسي في سوريا على سبيل المثال، بالإضافة إلى تمتع الحوثيين باستقرار أكبر مقارنةً بحلفاء إيران في العراق وحزب الله في لبنان.
المصدر/ اخبار اليوم