تحرك أمريكي.. الوجود الروسي في الشرق يهـ.ـدد أمـ.ـن إسرائيل
تحـ.ـذير من التهـ.ـديد الروسي في الشرق
لم تتمكن روسيا من نيل درجة الثقة الأوروبية بالرغم من كل الأعمال والتنـ.ـازلات التي تقدمها للصالح الإسرائيلي في سوريا
استفادت روسيا من القـ.ـوات البرية الإيرانية المتمثلة بالمليـ.ـشيات فالتقدم البري لقـ.ـوات الأسد هي من أحرزته ولولاها لما تمكنت الطائرات الروسية من كسب أراض خارجة عن سيـ.ـطرة الأسد وبالرغم من ذلك، ضـ.ـحت روسيا بتلك المليـ.ـشيات
سمحت القيـ.ـادة الروسية المركزية في سوريا والتي تتخذ من قـ.ـاعدة حميميم مركزاً لها للطيران الإسرائيلي بضـ.ـرب كل الأهـ.ـداف الإيرانية على الأرض، وأخلت لها مواقع عسكرية
وقدمت لها أيضاً خرائط بالأهـ.ـداف التي يجب ضـ.ـربها، ابتغت روسيا من تلك العمـ.ـلية نيل الثقة الأمريكية والأوروبية فيما يخص تواجدها في الشرق الأوسط
خـ.ـسرت روسيا الثقة الأمريكية والأوروبية التي لم تكن موجودة بالأساس بالرغم من التنـ.ـازلات وتقديم نفسها كمحـ.ـارب لدا.عش في الشمال السوري
ترددت الولايات المتحدة الأمريكية كثيراً في قرار سـ.ـحب جنـ.ـودها من الشمال السوري، فعقب انسحـ.ـابها عاودت الانتشار وعلل الرئيس الأمريكي السابق حينها السبب بحماية آبار النفط، ليتراجع بايدن عن قرار سلفه ترامب ويقرر سحـ.ـب القـ.ـوات الأمريكية.
يعتبر قرار سـ.ـحب القـ.ـوات الأمريكية قرارً مصـ.ـيرياً بالنسبة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط فهي لا تريد ترك فراغاً عسكرياً في المنطقة يكون جاهزاً للملئ من قبل الروس، حتى لو أنها تركت وراءها مليـ.ـشيات قسد فالأخيرة غير جديرة بالثقة العسكرية المطـ.ـلقة
عـ.ـارض مجلس النواب الأمريكي قرار السـ.ـحب الذي أقره الرئيس السابق ترامب وطارت نانسي بلوسي إلى الأردن لبحث تداعيات القرار حينها، ما دفـ.ـع ترامب لإرجاع القـ.ـوات الأمريكية بحجة حماية آبار النفط.
ويعيد بايدن اليوم قـ.ـوات بلاده إلى شرق الفرات ويريد من ذلك إرسال رسال للروس المتوتـ.ـرة العلاقات معهم مفادها لن نترك لكم فرصة للاستملاك المنطقة الغنية.
مزيداً من القـ.ـوات الأمريكية
ودفعت وزارة الدفـ.ـاع الأميركية، خلال الأيام القليلة الماضية، بمزيد من القـ.ـوات والآليات العسكرية إلى قـ.ـواعد لـ”التحـ.ـالف” في منطقة شرقي الفرات
دخلت إلى سورية من إقليم كردستان العراق عبر منفذ اليعربية الحـ.ـدودي في ريف الحسكة الشمالي الشرقي.
وذكرت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، أن قافلة عسكرية مؤلفة من 50 حافلة، دخلت الأراضي السورية محمّلة بمعدات عسكرية ومواد لوجستية
مشيرة إلى أن القافلة عبرت من خلال مدينة القامشلي في ريف الحسكة، ثم توجهت إلى قـ.ـاعدة تل بيدر في هذا الريف، وقـ.ـاعدة حقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي، شمال نهر الفرات.
وتنتشر قـ.ـوات تابعة لـ”التحالف الدولي” في القسم الشرقي من منطقة شرقي نهر الفرات على امتداد ريفي الحسكة ودير الزور، وهو الشريط الحـ.ـدودي مع الجانب العراقي، والذي يعد من أغنى المناطق السورية بالغاز والبترول.
من جهتهم، ومقابل الوجود المتـ.ـصاعد لـ”التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة، يعمل الروس على تعزيز وجودهم في الشمال الشرقي من سورية
سواء في القسم الذي يقع تحت سيطـ.ـرة “قسد”، أو ذاك الذي تسيـ.ـطر عليه قـ.ـوات النظام والمليـ.ـشيات الإيرانية المتحالفة معها.
وفي أحدث تحرك على هذا الصعيد، بدأت روسيا، منتصف إبريل/نيسان الماضي، بإنشاء قـ.ـاعدة عسكرية لها في منطقة معدان في ريف الرقة الجنوبي الشرقي، وأشارت مصادر محلية إلى أن الروس “شرعوا في إنشاء مهبط للطائرات المروحية” في المنطقة.
كما يعمل الروس بشكل مستمر على تعزيز قـ.ـواعدهم في منطقة شرقي نهر الفرات التي دخلوها أواخر 2019 بناء على اتفاق مع “قسد” التي اعتمدت عليهم لإيقاف عملية عسكرية تركية هـ.ـدّدت وجودها.
ومن أبرز القـ.ـواعد الروسية في الشمال الشرقي من سورية، قـ.ـاعدة مطار القامشلي (أنشئت أواخر 2019)، وتعد امتداداً لقـ.ـاعدة حميميم على الساحل السوري.
وتضم هذه القـ.ـاعدة التي تخضع لحماية من أنظمة بانتـ.ـسير للصـ.ـواريخ سطـ.ـح- جو، طائرات مروحية ومنظـ.تومات دفـ.ـاع جوي نقلت من حميميم.
كما ينتشر الروس في مطار الطبقة العسكري جنوب غربي الرقة، وفي منطقة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي، وفي محيط منطقة عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشمالي الشرقي، إضافة إلى العديد من المواقع الأخرى شرقي نهر الفرات.
تحـ.ـذير من التهـ.ـديد الروسي في الشرق
حـ.ـذر مركز أبحاث أمريكي من تصـ.ـاعد خـ.ـطر الدور الروسي المتزايد في منطقة الشرق الأوسط على مصالح الأمـ.ـن القومي لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل وبخاصة في ملفات حساسة مثل الملف السوري والملف الإيراني والسـ.ـيطرة السيبرانية والتكنولوجية.
وبحسب حلقة نقاشية نظمها برنامج الشرق الأوسط ومعهد كينان التابعان لمركز الأبحاث الأمريكي “ويلسون”، فإن الولايات المتحدة لم تعد القـ.ـوة المسيـ.ـطرة على مجريات الأحداث في الشرق الأوسط.
في الوقت نفسه فإن تراجع الدور الأمريكي فتح الباب أمام صعود أدوار قوى دولية وإقليمية مثل روسيا وإيران وتركيا، ثم الصين التي تعتمد بشكل أساسي على التمدد الاقتصادي.
وإذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى الحفاظ على مصالحها الأساسية مثل الاستقرار الإقليمي وتأمين إمدادات الطاقة ومكـ.ـافحة الإرهـ.ـاب ومنـ.ـع انتشار الأسلـ.ـحة النـ.ـووية، فإن وجود الصين وروسيا والولايات المتحدة يفـ.ـرض على المنطقة قدرات وأهـ.ـداف متباينة من منظور سياسات تلك الدول في منطقة الشرق الأوسط التي تمر بفترة تحول عميق.
وبحسب التقرير الذي نشره مركز ويلسون على موقعه الإلكتروني عن خلاصة الحلقة النقاشية التي شارك فيها 12 محللا ودبلوماسيا من الولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا بينهم الميـ.ـجور جنـ.ـرال عاموس غلعاد وماثيو روجانسكي مدير معهد كينان وجيمس جيفري السفير الأمريكي لدى العراق وتركيا سابقا، فإن روسيا أصبحت مجددا لاعبا عسكريا ودبلوماسيا في الشرق الأوسط.
وحتى قبل 2015 عندما تدخلت روسيا رسميا وعمليا في الحـ.ـرب الأهلية الدائرة في سوريا، سعت إلى توسيع نفوذها العسكري والاقتصادي في الشرق الأوسط.
ومع تغيير الإدارة في واشنطن بانتهـ.ـاء حكم الرئيس السابق دونالد ترامب وتولي جو بادين الرئاسة، وتصـ.ـاعد التوتـ.ـرات الأمريكية الروسية على الصعيد العالمي
يمكن أن يتحول الدور الروسي في الشرق الأوسط إلى تحـ.ـد استراتيجي وهاجـ.ـس ملح لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل في مجالات حساسة مثل سوريا وإيران، وفي مجالي الأمـ.ـن السيبراني والتكنولوجيا.
أما بالنسبة لإسرائيل، فإن الوجود الروسي يمثل تحـ.ـديا للأمـ.ـن القومي.
وتمثل روسيا مجموعة من المخـ.ـاوف العملياتية والاستراتيجية، بسبب احتمال أن يحـ.ـد هذه الوجود من حرية إسرائيل في شـ.ـن العمليات العسكرية بالأراضي السورية، وكذلك بسبب العلاقات الاستراتيجية والتعاون بين موسكو وطهران.
وأخيرا يمكن العمل على الحـ.ـد من مبيعات الأسلـ.ـحة الروسية لدول الشرق الأوسط، حيث يمكن ممارسة الضـ.ـغوط بقـ.ـوة على روسيا لعدم بيع الأسلـ.ـحة والمعـ.تدات العسكرية المتقدمة مثل أنظـ.ـمة الدفـ.ـاع الجوي والصـ.ـواريخ المضـ.ـادة للسفن وطائرات سوخـ.ـوي 35 لدول الشرق الأوسط حتى لا تتغير موازين القـ.ـوة العسكرية في المنطقة.
المصدر/اخبار اليوم