ما هي تكلفة عملة البتكوين البيئية على كوكب الأرض؟
في الوقت الذي تخطت فيه عملة “البتكوين” نهاية هذا الأسبوع ولأول مرة في تاريخها حاجز الـ 50 ألف يورو، ارتفعت أصوات للتنديد بتكلفتها على البيئة. لأن إنشاء البتكوين وتشغيل هذه العملة المشفرة يتطلب الكثير من الطاقة.
حسب الاقتصادي الهولندي أليكس دي فريس، فإن ارتفاع سعر البتكوين القياسي بداية هذا العام “يمكن أن يؤدي بالشبكة إلى استهلاك نفس القدر من الطاقة مثل جميع مراكز البيانات في العالم”.
قبل هذا الارتفاع الأخير في سعر البتكوين، فإن العملة المشفرة وفقا لأليكس دي فريس بحاجة إلى ما بين 78 و101 تيراواط في الساعة من الكهرباء سنويا، وهو ما يعادل استهلاك الطاقة الكهربائية في بلد مثل فنلندا.
ويبدو أن تأثير البتكوين على البيئة يُثير قلق البعض على غرار بيل غايتس، الذي أكد ذلك في حوار لصحيفة “نيويورك تايمز” في الـ 9 من الشهر الجاري حيث ادعى الملياردير الأمريكي أن البتكوين
“ليس شيئًا جيدًا للمناخ” لأنه “يستهلك كهرباء لكل معاملة أكثر من أي طريقة أخرى للدفع”.
تأتي هذه المخاوف الجديدة على رأس تلك التي أثيرت بالفعل في العام 2018 من قبل باحثين من جامعة هاواي وكاليفورنيا وفي مجلة “تغير المناخ الطبيعي” ذكر فريق الباحثين أنه
“إذا كان الاستخدام المخطط لعملة البتكوين يواكب اعتماد التقنيات الأخرى، فقد ينتج عنه ما يكفي من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لدفع الاحتباس الحراري فوق درجتين مئويتين في ثلاثة عقود”.
……………………
فجرت شركة “تويتر” مفاجأة تتعلق بعملة “بتكوين”، فيما وافقت السلطات الكندية على إطلاق أول صندوق استثماري في العالم لتداول “بتكوين” في البورصة.
وأعلن مؤسس “تويتر” جاك دورسي، التعاون مع مغني الراب جاي زي لإطلاق مؤسسة ترمي لتمويل تطوير “بتكوين” لتصبح “عملة الإنترنت”.
وكتب دورسي، وهو أيضا رئيس شركة “سكوير” لخدمات الدفع، عبر “تويتر”، الجمعة: “إنني وجاي زي سنقدم 500 بتكوين كمنحة جديدة تحمل اسم +بي ترست+ لتمويل تطوير بتكوين، ستتركز في بادئ الأمر على فرق في أفريقيا والهند”.
وبلغت قيمة 500 “بتكوين” حوالي 24 مليون دولار الجمعة.
وأضاف دورسي: “نقوم بذلك بثقة عمياء من دون أي توصيات من جانبنا”، واضعاً رابطاً للترشيحات لتولي أول ثلاثة مناصب عضوية في المجلس.
وتشير صفحة الترشيحات إلى أن مهمة “بي ترست” ستكون “جعل بتكوين عملة الإنترنت”.
والجمعة، أعلنت السلطات الكندية أنها سمحت بإطلاق أول صندوق استثماري للبتكوين في البورصة في العالم، ما يمنح المستثمرين في تجارة التجزئة إمكانية أكبر للوصول إلى هذه العملة الرقمية المزدهرة.
ومنحت “لجنة الأوراق المالية في أونتاريو” التي تشرف على بورصة تورونتو موافقة على إطلاق هذا الصندوق للمؤشرات المتداولة الذي اقترحته شركة “بربوس اينفستمنتس انك”.
وصرح متحدث باسم اللجنة لوكالة فرانس برس أن الصندوق سيدرج في البورصة “اعتبارا من الأسبوع المقبل” تحت شعار “بي تي سي سي”.
من جهتها، قالت الشركة إن “هذا الصندوق للمؤشرات المتداولة سيكون الأول في العالم الذي يستثمر مباشرة في عملة البتكوين” التي تستند إلى دعم مادي “وليس إلى مشتقات، ما يؤمن للمستثمرين الوصول بسهولة وفاعلية إلى فئة الأصول الناشئة للعملات الإلكترونية من دون المخاطر المرتبطة بمحافظ رقمية”.
وستكون منصة “جيميناي تراست” للعملات الرقمية المشرف الفرعي على الصندوق الذي ستديره الكندية “سي آي بي سي ميلون غلوبال سيكيوريتيز”.
وأطلق البتكوين في 2009 ولم تكن قيمته كبيرة في البداية، لكن سعره تجاوز هذا الأسبوع 45 ألف دولار مدفوعا بإعلان مدير شركة “تيسلا” لصناعة السيارات الكهربائية عن استثمار كبير بقيمة 1,5 مليار دولار في أول عملة رقمية، مؤكدا أنه ينوي قبول هذه العملة كوسيلة دفع.
وحاولت شركات كندية وأمريكية من دون جدوى في السنوات الأخيرة إطلاق صناديق مماثلة للبتكوين.
وقد قدم العديد منها في الأسابيع الأخيرة عروضا أولية إلى هيئة الأوراق المالية في أونتاريو ولجنة الأوراق المالية والبورصات في الولايات المتحدة، لعمليات إدارج في البورصة.