google.com, pub-6312482941267841, DIRECT, f08c47fec0942fa0
close
اخبار

معـ.ـاداة الإسلام تتفـ.ـشى كالسرطان في دول الاتحاد الأوروبي.. وحكام العالم نحو التـ.ـطرف

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء إنّ دول الاتحاد الأوروبي تعمّق الفكر المتعـ.ـصب والكــ.راهية ضـ.ـد الإسلام وإن الإسلاموفوبيا تتفـ.ـشى فيها وفي عدد من دول العالم كالخلايا السرطانية.

جاء ذلك في كلمة ألقاها في “الندوة الدولية الأولى للإعلام والإسلاموفوبيا” في العاصمة أنقرة.

وأضاف أردوغان أنّ الدول الغربية تعزز العنـ.ـصرية ضـ.ـد المسلمين بدلاً من محـ.ـاربتها، مشيراً إلى أنّ “السلطات المكلفة بتحقيق أمـ.ـن المواطنين في الغرب تبدو كأنها في حلبة سباق معـ.ـاداة الإسلام”.

ولفت إلى أنّ استراتيجية “شيـ.ـطنة المسلمين” التي اتبعتها الإدارة الأمريكية عقب هـ.ـجمات 11 سبتمبر/أيلول تسببت بـ”تأجيـ.ـج فيـ.ـروس معـ.ـاداة الإسلام الموجود أصلاً في البنية الثقافية لمجتمعات عديدة”.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: سياسيون في بعض الدول الأوربية يحاولون الضـ.ـغط على المسلمين فيها، وقد سجلت أكثر من 5 آلاف حـ.ـادثة اعـ.ـتداء في دول أوروبية مختلفة.

ودعا الرئيس التركي لتأسيس شبكة تواصل على الساحة الدولية، لمكـ.ـافحة ظاهرة معـ.ـاداة الإسلام، وذلك لكل المجتمعات والدول التي ينتشر فيها هذا الخـ.ـطر.

وأردف: “بات لزاماً على المجتمعات والدول كافة، التي تتعرض لخطـ.ـر الإسلاموفوبيا أن تجتمع وتؤسس شبكة تواصل دولية”.

وأكد أردوغان في كلمته أنّ وحدة العالم الإسلامي كفيلة بتحقيق نتائج إيجابية لمكـ.ـافحة معـ.ـاداة الإسلام على المدى القريب.

وصف الرئيس التركي حالة خوض الغرب في تأثير التيارات العنـ.ـصرية بدلاً من بحث مخـ.ـاطر “الإسلاموفوبيا” بأنه لجوء للحلول السهلة.

وقال: “رغم سعي الغرب إلى تخفيف وطأة العنـ.ـصرية ضـ.ـد المسلمين من خلال مصطلح “الإسلاموفوبيا” لكننا ندرك جيداً أن الأمر في جوهره معـ.ـاداة للإسلام”.

صعود اليمين غربا وشرقا.. لماذا أصبح العـ.ـداء للإسلام تيارا عالميا؟

في العاشر من سبتمبر/أيلول 2010، ترأست نائبة البرلمان الأوروبي -آنذاك- “ماري لوبين” اجتماعا عموميا لحز.ب الجـ.ـبهة الوطنية بمدينة ليون، في إطار الحملة الانتخابية الداخلية للحز.ب، والتي أسفرت عن فوزها برئاسته، لتواجـ.ـه الجميع بعمـ.ـلية إغراء إعلامي من خلال خطابها الذي تحدّث عن الحـ.ـرب العالمية الثانية.

ثم خرجت منها إلى مقارنة عجيبة بين الصلوات التي يؤديها المسلمون في بعض شوارع باريس وبين الاحتـ.ـلال العسكري الذي خضعت له فرنسا إبان الحـ.ـرب.

في كلمتها مثيـ.ــرة الجدل، قالت “لوبين” إن ثمة أماكن يرتادها بصفة منتظمة عدد من الأشخاص “لاحتكار الأماكن العامة”، وهو ما وصفته “باحتـ.ـلال لأجزاء من الملك العمومي ولأحياء يُطبّق فيها القانون الديني، ومع أنه لا توجد مدرعـ.ـات أو جـ.ـنود فإن الأمر يتعلق باحتـ.ـلال”.

وهو ما علّق عليه عالم الاجتماع والمؤرخ الفرنسي “جون بوبيرو” بأنه انتقاء ذكي للكلمات بقصد الإيحاء بأن أجزاء كاملة من التراب الفرنسي قد انتُـ.ـزِعت من الجمهورية.

هذا الانتقاء هو ما كفل لـ “لوبين” أداء مهمتها المستحيلة في الاتزان بين التوجه الوسطي الذي تطلبه الزعامة ورغبتها التنافسية في الفوز على منافسها، فلجأت إلى قناع العلمانية كما رأى “بوبيرو” الذي يرى أيضا أن العلمانية هي الكلمة السحرية التي تحجب المظهر المخـ.ـزي للآراء المُتبنّاة، خاصة حين تُقرَن بكلمة الطائـ.ـفية.

وبالفعل، فقد امتد هذا النقاش الدائر بمؤتمر ليون إلى سؤال اختزالي للرأي العام الفرنسي: “ألا يتعيّن باسم العلمانية إد.انة الصلوات في الشارع؟”.

في هذا السياق، يمكننا ملاحظة الصعود السريع لليمين المتـ.ـطرف في أوروبا والولايات المتحدة، وعلاقة ذلك بالخطاب الشعبوي لتعبئة الجماهير خلف بعض القضايا؛ على رأسها الإسلاموفوبيا -أو رهـ.ـاب الإسلام- وانتقاد ظاهرة الهجرة.

فوفقا لـ “رابح زغوني”، فإن أحزاب اليمين المتطـ.ـرف -كنسق فكري موحد- تسعى من خلال برنامجها المعـ.ـادي للهجرة والمهاجرين إلى خطاب يحـ.ـد من الهجرة وخـ.ـطر المهاجرين، بحيث تُصوِّر المهاجرين كأهم تهـ.ـديد للهوية الإثنو-وطنية والبطالة والجـ.ـريمة في أوروبا.

فما أسباب صعود هذا اليمين، وهل تُعبِّر العلمانية عن موقف متسق لها مع الإسلام والثقافات المختلفة، أم هي محض قناع للموازنة -كما فعلت “لوبين”- بين الصورة المُصدَّرة والحقيقة المُضمَرة؟

ما بين العديد من التحليلات، يُرجِع البعض تفسير قصة الصعود اليميني في أوروبا إلى عدد من التحولات التي ساهمت في انخفاض شعبية اليسار واليمين التقليدي؛ ليأتي ازدهار اليمين المتطـ.ـرف كونه رد فعل عقـ.ـابيا من الجماهير أكثر منه اقتناعا ببرامج اليمين المتـ.ـطرف.

فيما يُصطَلَح عليه بالتصويت الاحتجـ.ـاجي، والذي عبّر، وفقا لـ “كريستيان فوس”، عن اتساع دائرة السـ.ـخط حول سياسات اليمين واليسار خاصة، ما أدّى إلى تشـ.ـتت الولاء التقليدي للأحـ.ـزاب ومن ثم إلى تغيير قواعد الانتخاب الاعتيادية لدى الناخبين.

 

أول هذه التحولات، فيما يبدو، يتعلّق بالمدخل الاقتصادي، فوفقا لـ “زغوني” فإن العديد من الأبحاث قد ركّزت منذ ستينيات القرن الماضي على دراسة تأثير التغيير الاقتصادي والاجتماعي على القيم والتوجهات لدى الناخبين.

وهو ما نلاحظه في نموذج “الثـ.ـورة الهادئة العكسية” لدى “بييرو إغنازي” الذي فسّر صعود اليمين المتطـ.ـرف بسبب خطابه الذي استطاع ملامسة طبقة عريضة من الشعوب لم تجد ضالّتها في خطابات اليمين أو اليسار التقليدية.

لو جاز تقسيم التعامل الغربي مع الآخر، المسلمين والمهاجرين العرب على وجه الخصوص، وأردنا وضع تاريخ/حدث فيصلي لهذا التقسيم، لكان -حسب الكثير- الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 وأحداثه الشهيرة بتفـ.ـجير برجَيْ التجارة بالولايات المتحدة، وما تبع ذلك من “الممارسات العنـ.ـصرية ضـ.ـد المسلمين.

والتي أتبعها ما سُمّي بالحـ.ـرب على الإرهـ.ـاب، والتي رآها البعض حـ.ـربا على الإسلام والمسلمين باسم الإرهـ.ـاب، مستهـ.ـدفة بالدرجة الأولى الجالية المسلمة في الدول الغربية التي لجأت إليها بغية إيجاد الأمـ.ـن” تحت تأثير شعارات الحرية والمساواة، “إلا أنها اصطد.مت بواقع مغاير ينظر إليها على أنها مصدر تهـ.ـديد لوحدة الدولة وأمـ.ـنها”.

وبالنظر إلى عدد من الأحـ.ـداث التي ذاع صيتها في القـ.ـرن الحالي، سنجد أن هذا الصـ.ـدام قد تشكَّل بالفعل وأخذ شكلا حـ.ـادا وعنيـ.ـفا من الممارسات العنـ.ـصرية، كالرسوم المسيئة للرسول محمد، وقضايا تجـ.ـريم الحجـ.ـاب في فرنسا، ومسألة حظـ.ـر المآذن في سويسرا، ودعوات الحـ.ـد من الهجرة في ألمانيا، إلخ.

وهو ما يمكن ملاحظته بالفعل في بعض التصريحات والشعارات لأحـ.ـزاب أقصـ.ـى اليمين الأوروبي.

أبرز هذه الشعارات ما نجده عند الحز.ب النمساوي اليميني الشعبي الذي وصف الإسلام بأنه العـ.ـدو الأول للأمة النمساوية وأوروبا والعالم أجمع.

وكذلك نظيره الدنماركي الذي حـ.ـذّر الجماهير أثناء حملته الانتخابية من خطـ.ـر الإسلام على الحضارة الغربية بوجه عام، وعلى رأس الجميع يأتي حز.ب الجبهة الوطنية الفرنسية الذي اتخذ من الإسلاموفوبيا منهجا دعائيا في حملته الانتخابية 2017 على يد “ماري لوبان”.

يرى الباحثون أن الإسلاموفوبيا هي “مجموعة من المخـ.ـاوف والأحكام السابقة تجاه الإسلام والمسلمين والمسائل المرتبطة بهما”.

هذه المخـ.ـاوف قد تصل في كثير من الأحيان إلى سلوكيات عـ.ـدوانية عنيـ.ـفة، سواء كانت فعلية كحالات الاضطـ.ـهاد والاعتـ.ـداءات الجسدية، أو رمزية كالتصريحات السابق ذكرها على ألسنة قادة اليمين المتـ.ـطرف.

غير أن “غماري” يرى أن مصطلح “الإسلاموفوبيا” لا يُعبِّر عن هذه الحقيقة بالشكل الصحيح، وإنما -في الواقع- يُجمِّلها دون أن يَصِـ.ـمَها بالعت.ـار، مما دفع البعض، كالمفكر “عمر أورهون”، لاستعمال الإسلاموفوبيا تعبيرا عن “اللا تسامح والتميـ.ـيز العنـ.ـصري ضت.ـد المسلمين والإسلام”.

كذلك، حـ.ـذّرت مجلة “فورين بوليسي” من أن العـ.ـداء للإسلام صار تيارا عالميا، مع صعود اليمين في الغرب، مشيرة إلى أنه في ظل تلك الحقيقة فإن هجـ.ـوم نيوزيلندا يمكن أن يتكرّر في أماكن أخرى.

ووفقا لتقرير أعدّته “بي بي سي” العربية، فإن خطاب اليمين نفسه، في العديد من الدول الغربية، يُبرِّر عد.اءه للمسلمين والمهاجرين باتهـ.ـامات لهم بالسعي إلى تغيير ثقافة البلدان الغربية التي يقدمون إليها.

هذا بجانب الحديث عن انغلاق معظم المجتمعات الإسلامية على نفسها وعدم الاندماج، وهو ما رد عليه -حسب التقرير- ناشطون إسلاميون بأن الجاليات المسلمة في الدول الغربية تعمل كل ما بوسعها من أجل الاندماج.

لكن الحقيقة وفقا لهم -كما ذكر التقرير- هي أنها لا تلقى ترحيبا، سواء من قِبل المؤسسات أو الجماعات السياسية.

فهل يحمل المستقبل القريب حالة من الهدوء للأقليات المسلمة، أم أن صعود اليمين المتـ.ـطرف سيواصل مسيرته بعنـ.ـفه الرمزي وآثـ.ـاره في الجماهير؟.

الجزيرة + TRT عربي + وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى